رسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في القمة الإسلامية في إسطنبول، خريطة طريق لدعم تعزيز استقرار المنطقة، من خلال معالجة قضايا الأمة وتوحيد الصف العربي، والتصدي لما يتعرض له العالم الإسلامي من صراعات وأزمات بهدف إحداث الفتن والانقسامات وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية. حملت كلمة الملك مضامين مهمة تعزز استقرار المنطقة، وهي إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وفقا لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، إنهاء الأزمة السورية وفقا لمقررات «جنيف 1» وقرار مجلس الأمن 2254، دعم جهود إنهاء الأزمة الليبية، دعم جهود الأممالمتحدة لإنجاح مشاورات تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 بشأن اليمن، محاربة آفة الإرهاب وحماية جيل الشباب من الهجمة الإرهابية الشرسة، خطورة التدخلات السافرة في شؤون عدد من الدول الإسلامية لإحداث الفتن والانقسامات، وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية، معالجة القضايا بالتضامن والتعاضد لما فيه خير الأمة. رسم الملك لهذه الخريطة يجسد حرصه على تعزيز العمل الإسلامي المشترك، ورأب الصدع، وتحصين شباب الإسلام من الأفكار المضللة، وإيجاد حلول لأزمات العالم الإسلامي، ومكافحة الإرهاب واجتثاثه من جذوره، وحل ملفات أزمات العراق وسورية واليمن وأفغانستان وكشمير وقضايا الأقليات المسلمة، وذلك في إطار حراكه الدبلوماسي المستمر عربيا وإقليميا ودوليا لإيجاد حلول عادلة لقضايا الأمة، وما تتعرض له من أخطار. هي كلمة ضافية تتضمن رسالة واضحة لأي دول تحاول التدخل في شؤون دول المنطقة، رسالة تؤكد قيادته الحصيفة الواعية لدول العالم الإسلامي نحو الاستقرار والتوازن والرخاء. وما تأكيداته أمام البرلمان المصري، على استمرار المساعي لإنشاء القوة العربية المشتركة إلا تجسيد لاهتمامه بتعزيز مبادرات حماية الأمن العربي، وإدراكه لحجم المخاطر في المنطقة، وأهمية تنسيق الجهود لحمايتها من التطرف والإرهاب ومختلف التحديات والتدخلات. استقرار المنطقة يظل الهاجس للملك سلمان، إذ يحرص في كل زياراته ولقاءاته مع زعماء دول المنطقة والعالم على وضع الآليات الفعالة لإعادة التوازنات الإستراتيجية في المنطقة، ومواجهة تدخلات إيران بكل حزم، لأنها ظلت تعمل على بث السموم في المنطقة، وصناعة الأزمات ودعم الإرهاب والتطرف والطائفية البغيضة. هذا هو الحراك الدبلوماسي السعودي الذي ساهم إقليميا ودوليا في تعزيز ملامح الاستقرار في المنطقة، والحد من تدخلات إيران، ووضع حد لمساعيها الخبيثة لنشر سمومها في دول المنطقة، ومع سياسة الحزم والحسم وإعلان تشكيل التحالف العسكري الإسلامي، أصبحت طهران معزولة إقليميا ودوليا، والخطر يحيط بها من كل جانب، بسبب تصرفاتها الهمجية الطائشة اللامسؤولة، ودعمها للإرهاب، وتدخلاتها في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.