شهدت إحدى القرى الجميلة الصغيرة في اليونان أغرب (قصة حب) بطلاها سيدة في الرابعة والخمسين تدعى إيفانجيليا فراكا وذئب متوحش عمره عشر سنوات. وبدأت هذه القصة الغريبة في عام 1976م عندما عثرت السيدة على ذئب صغير مصاب تركته أمه في الغابة القريبة من القرية التي تعيش فيها، فما كان من إيفانجيليا إلا أن حملته وعادت به إلى البيت الذي تعيش فيه عند سفح الجبل بقرية لانجاديا. وراحت السيدة تعنى بالذئب الصغير وتطعمه، ولم يمض وقت طويل حتى كانت القرية كلها تتحدث عن الذئب الصغير الأليف الذي يحرص الأطفال على زيارته واللعب معه. ومرت الشهور والأعوام، وبدأ الذئب الصغير يكبر، وبدأت الشراسة في عينيه وفي عوائه المخيف بالليل. وأسرع أهل القرية إلى صاحبته ينصحوها بأن تعيده إلى الغابة -حيث يجب أن يكون- حتى لا يصبح خطرا يهدد الأطفال الذين يلعبون معه. ولكن السيدة كانت تفزع لمجرد التفكير في أنها سوف تفقده، وشيئا فشيئا بدأ الناس يبتعدون عن (بيت الذئب) حتى أصبحت السيدة تعيش في عزلة تامة مع الوحش المدلل. إلى أن كانت إحدى الأمسيات، عندما ذهبت السيدة تقدم للذئب طعامه فهاجمها وأحدث إصابات بالغة في جميع جسمها، ونقلوها إلى المستشفى للعلاج. وقال أهل القرية: لا بد أنها اقتنعت الآن بضرورة التخلص منه. ولكنهم فوجئوا بها عندما ذهبوا لزيارتها، فكانت تتوسل إليهم وإلى الأطباء بألا يتعرضوا له بأذى، وقالت: «لقد أخطأت.. فهو حيوان ذكي.. ولا بد أنه سمع من الجيران وهم يطلبون التخلص منه». تذكرني هذه القصة ومجرياتها بعزلة إيران حبيبة أمريكا وروسيا، فلن يخيب ظني في ود وحميمة العلاقات وعطفها على إيران، والابتعاد عن الحق للوقوف مع الذئب الغدار، الذي لا أمان له، فلن يخيب ظني فتصعق -بإذن الله- أمريكا وروسيا صعقة غادرة من المدللة إيران، لأن إيران لا أمان لها مع الصديق ولا مع العدو ولا حتى مع نفسها وشعبها. دولة قامت على المكر والغدر والخذلان، فخذلت المسلمين بحجة أنها مسلمة، ومثلت بهم، وتدخلت في شؤونهم، وللأسف يقول ملاليها شيئا ويفعلون شيئا، فلم تجد حزما وصدا إلا على يد الحازم القائد الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- ففضح أعمالهم وحجم دورهم. القصة السابقة واقع نعيشه، وحقيقة مرة، وفتنة أرادنا بها الله من هؤلاء الغادرين، فكم صمتت السعودية عن أفعالهم المشينة سنوات طوال، لعل أن يكون فيهم رشيد، أو يتعقلوا ويكفوا عن رعونتهم وهمجيتهم المضحكة الدالة على نقص في العقل ونقص في القيمة، فالناقص دائما يبحث عن أي شيء يلفت به أنظار الناس، فليتهم سحبوا أنظار الناس لشيء فيه خير، بل أصبحوا مصدر شر وفتنة وبلوى، وإلا ما يريدون في سوريا؛ يقتلون شعبا أعزل لا ذنب له إلا أنه شعب مسلم عربي، وما يريدون من البحرين يفجرون هنا وهناك، وما لهم ومال اليمن، يزرعون بين الشعب الواحد الفتن فيقتلونه بتحريض ودعم منهم. ليتهم يعون أن نهاية شرورهم -بإذن الله- سيقعون فيها، هذا حكم الله، لكل ظالم مستطير فاتن مضير غادر.