أكد وزير الخارجية عادل الجبير أن الاجتماع المشترك بين وزراء الخارجية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ووزير الخارجية الأميركي جون كيري بحث العلاقات الثنائية بين الجانبين، إضافة إلى التطورات في سورية واليمن، وعملية السلام، ومحاولات إيجاد حل لها. وقال في كلمة له خلال مؤتمر مشترك مع كيري في الرياض أمس (السبت) «بحثنا التدخلات الإيرانية في شؤون المنطقة، وكيفية التصدي لها، إضافة إلى مناقشة آخر المستجدات في تحقيق ما تم التوصل إليه في اجتماعات كامب ديفيد». وأشار إلى تطابق وجهات النظر حيال المواضيع المطروحة على جدول أعمال الاجتماع المشترك، الذي يأتي في إطار التشاور والتنسيق المستمر بين أميركا ودول مجلس التعاون الخليجي». وعن العلاقات الأميركية – الإيرانية خصوصاً في ما يتعلق بتبادل السجناء، أكد الجبير أن «أميركا تدرك جيداً خطر السلوك الإيراني في ما يتعلق بممارسات طهران وأنشطتها السلبية في المنطقة، إلى جانب استمرارها في دعم الإرهاب، واحتضانها لتنظيمات إرهابية، ناهيك عن ثبوت تورط مسؤولين من المخابرات الإيرانية في أعمال إرهابية، أدى إلى دخولهم قائمة المطلوبين أمنياً في قضايا الإرهاب، أو قيامها بإعدام أشخاص وعرض صورهم أمام العالم، وجميع هذا يبطل ادعاءات إيران بأنها بلد طبيعي وتتصرف بطريقة طبيعية». وبناءً على هذه المعطيات التي تؤكد أن إيران بلد يتصرف بسلبية كبيرة، شكك الجبير في «منطقية وجود علاقات أميركية - إيرانية في ما يخص تبادل للسجناء، لأن أي شخص يعيش في أميركا لن يفكر في المغادرة بل سيختار البقاء هناك لأنها بلد عظيم». وحول الاتفاق النووي، شدد على أن «إيران وقعت على ذلك الاتفاق، وعليها الالتزام ببنوده، وإلا فإنه ستكون هناك تبعات إذا لم تنفذ إيران هذا الاتفاق». وقال وزير الخارجية: «بشكل عام أميركا تدرك جيداً خطر السلوكيات الإيرانية، وتعمل مع حلفائها، لاسيما دول مجلس التعاون الخليجي لجدول الخليج العربي لإيجاد السبل الكفيلة بوقف الممارسات والأنشطة الإيرانية السلبية، ولا أعتقد أن أميركا لديها شك بشأن الحكومة الإيرانية وطبيعتها، وهو ما نعمل مع أصدقائنا الأميركيين عليه». وأشار إلى تعاون المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي مع أميركا في عددٍ من المجالات، تشمل: تبادل المعلومات الاستخباراتية، والتدريب، والدفاع الصاروخي، وتعزيز القدرات الدفاعية، ومحاولة إيجاد سبيل يكفل التخلص من بشار الأسد في سورية، وإعادة الأمن والاستقرار في اليمن، على ألا يكون هناك دور إيراني فيه، إلى جانب إعادة الاستقرار في ليبيا، والتوصل إلى تسوية للصراع العربي الإسرائيلي». واصفاً مجالات التعاون تلك بالتحديات التي تواجه أميركا ودول مجلس التعاون الخليجي، إلا أنه عمل يهدف لاستعادة الأمن والاستقرار في هذه المنطقة، ويتطلب وقف الأعمال الإيرانية العدوانية فيها». وزير خارجية أميركا: واشنطن قلقة في شأن أنشطة إيران في بعض البلدان قال وزير الخارجية الأميركي: «إننا ناقشنا خلال الاجتماع الأجندة التي تنتظرنا ومتطلباتها الملحة والقضايا المطروحة بإسهاب، وتم الاتفاق على أهمية الشراكة بين أميركا ودول مجلس التعاون، والالتزام تجاه نجاح هذه الشراكة، إضافة إلى الاتفاق على اللقاء مجدداً وقريباً بشكل منتظم». وأوضح كيري أن «الأحداث التي شهدناها خلال الأسابيع الماضية تؤكد مدى سرعة الأحداث وضرورة الاستعداد لها على مختلف الصعد، ففي اليمن نواجه تمرد الحوثي، والتهديد الذي تمثله القاعدة للمملكة»، مؤكداً «وقوف أميركا إلى جانب أصدقائها في المملكة»، مشيراً إلى «تشكيل تحالف من 60 دولة لمحاربة داعش، إضافة إلى العمل مع العراقيين من أجل تطوير قوة عسكرية شاملة لإعداد الأهالي من أجل استعادة محافظة الأنبار»، لافتاً إلى لقائه مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي للتباحث بشأن الحملة العسكرية المنتظرة في أعقاب النجاحات التي تحققت في الرمادي، إضافة إلى توحيد جهود القوات الأمنية العراقية». وكشف أنه «خلال الأشهر المقبلة ستلحق بتنظيم داعش الإرهابي نكسة كبيرة في العراق وسورية»، مضيفاً أنه «ناقش مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون تنفيذ الاتفاق النووي مع إيران، والتأكيد مجدداً على رغم القلق المعبر عنه بهذا الشأن قائلاً إن هناك دعماً للاتفاق من أجل تنفيذه الكامل والشامل، والقضاء على الأسلحة النووية في المنطقة الذي يعد أولوية استراتيجية بالنسبة للجميع»، مشيراً إلى أن بلاده ينتابها قلق بشأن الأنشطة التي تقوم بها إيران في بعض البلدان الأخرى، وقلق بشأن دعم الجماعات الإرهابية مثل حزب الله أو دعم إيران لبرنامجها الصاروخي، مبيناً أن الرئيس باراك أوباما رد على هذا القلق. ... ويقول: «حزب الله» لديه 80 ألف صاروخ معظمها من إيران أشار وزير الخارجية الأميركي إلى حديث سابق لرئيس بلاده باراك أوباما وصفه بأنه «أوضح بجلاء أن المفاوضات النووية كانت بهدف الوصول إلى نتيجة تضمن خلو المنطقة من التهديد الذي يمثله بلد يمتلك سلاحاً نووياً، ويتسبب في سابق نووي في المنطقة». وأكد أن «الرئيس أوباما راعى أن يكون التعامل مع الملف النووي بمعزلٍ عن قضايا أخرى، مثل قضية الأميركيين المحتجزين في إيران، لأنه لم يكن يرغب في أن تعوق التوصل لاتفاق نووي»، عاداً ذلك استراتيجية حققت النجاح، لافتاً إلى أن لديهم القدرة للعمل المشترك من أجل معالجة القلق الذي تشعر به المملكة وبلدان أخرى. وقال: «نحن نعرف أن حزب الله لديه من 70 إلى 80 ألف صاروخ، أغلبها جاءت من إيران»، متسائلاً عن حاجة الحزب لها، مؤكداً أنه «أمر مقلق، تشاطره أميركا دول مجلس التعاون الخليجي، لذلك تناولت العقوبات الأميركية عناصر مثل إرسال السلاح ودعم الإرهاب». وأضاف: «نحن نرغب في معالجة هذه القضايا، وربما في سياق الوقت الراهن قد تأتي الفرصة للقيام بذلك، لاسيما ونحن نؤيد تصريح الرئيس روحاني بأن يكون هناك تغيير، وهذا ما ترغب فيه السعودية، إذا ما حدث هذا التغير في إيران، وبالتأكيد هذا أمر ينتظر منا التريث والبحث».