منذ اعتلائه كرسي وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية المصرية، في فبراير 2014، يضع مصطفى مدبولي مشروع «المليون مسكن اجتماعي»، هدفا رئيسيا لوزارته، ما دفعه أخيرا إلى تعديل ميزانية صندوق تمويل الإسكان الاجتماعي، من 33.5 مليار إلى 61 مليار جنيه، فيما اعتبرها المراقبون الميزانية الأكبر في تاريخ الدولة المصرية. أخذ الوزير -المولود في إبريل 1966 - على عاتقه، وضع إستراتيجية متكاملة، للحد من ظهور عشوائيات جديدة في أطراف القاهرة الكبرى، فهو يكره العشوائيات، ولا يقف عن التفكير في القضاء عليها، للارتقاء بالحالة المعيشية للبسطاء، وإيمانه بحقهم في السكن وسط بنية آمنة. توافق الأفكار والآراء بين مدبولي ونظيره السعودي ماجد الحقيل، جعله بمثابة همزة الوصل بين الوزارتين، لاسيما في مجالات الاستثمار في قطاع التنمية العمرانية، ما أفرز اتفاقا لبحث آليات الشراكة بين البلدين في مشاريع مختلفة بهذا القطاع، خصوصا مشاريع المدن الجديدة، باعتبارها مجالا خصبا للتعاون في هذه المرحلة، سواء كانت استثمارية كبرى، أو مشاريع إسكان، خاصة الإسكان المتوسط. ولم تهدأ عزيمة مدبولي الذي شغل قبل الوزارة، منصب المدير العربي بالأمم المتحدة للمستوطنات البشرية «الهابيتات»، ورئيس الهيئة العامة للتخطيط العمراني (ندبا)، إذ وضع خطة لإنهاء مشاريع المياه والصرف الصحي، خلال السنوات الثلاث القادمة، لسد الاحتياجات خلال ال15 سنة القادمة، كما أطلق مشروع معالجة المناطق غير الآمنة والمهددة للأرواح. لا يملّ الباحث بمعهد العمارة، الحاصل على الدكتوراه في الهندسة المعمارية، من هندسة القاهرة 1977، بالاشتراك مع جامعة كارلسروه الألمانية، من تحذير المواطن من التعامل على قطع أراض غير معتمدة، دون الرجوع لجهات الاختصاص، كما كلف مسؤولي شركة مياه الشرب، بمراجعة الفواتير قبل إصدارها، مشددا على ضرورة قراءة العدادات، وإصدار الفواتير وفقا للاستهلاك، ومحاسبة أي قارئ عدادات يثبت عدم مروره على المنشآت، مؤكدا أن بابه مفتوح لأصحاب الشكاوى. لم يكن حصوله على دبلوم الدراسات المتقدمة في التخطيط العمراني بروتردام هولندا عام 1993 عبثا، إذ استفاد منها في رسم سياسات الإسكان والتخطيط والتنمية العمرانية، وتأهيل وتدريب الكوادر الفنية بالعديد من الدول العربية، منها: العراق واليمن والأردن وسوريا وليبيا والسودان وفلسطين. اهتمام مدبولي بالعقار بكل أشكاله، يأتي من يقينه بأنه أحد أهم قاطرات التنمية الشاملة، فيما تظل إنجازاته شاهدة على ذلك، إذ أعد المخططات الإستراتيجية العامة ل4410 قرى، ومحور الصعيد البحر الأحمر، وشمال الجيزة، وإعادة استغلال أرض مطار إمبابه، وتنمية قرى الظهير الصحراوي، مع اختيار مبدئي لموقع 400 قرية.