أدان «إعلان إسطنبول» الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره بغض النظر عن دوافعه ومكانه ومرتكبه، ودعا الإعلان الصادر في ختام القمة الإسلامية أمس إلى تكاتف العزم في مناهضة جميع المنظمات الإرهابية. ورفض قادة الدول الإسلامية أي محاولة لربط الإرهاب بأي جنسية أو حضارة أو دين أو جماعة عرقية، ورفضوا تقديم أي دعم مباشر أو غير مباشر للجماعات التي تدعو للعنف والتطرف والإرهاب. وجدد الإعلان تصميم القادة الثابت على تعزيز التعاون الدولي بين منظمة التعاون الإسلامي والمنظمات الدولية الأخرى لمنع ومحاربة الإرهاب في جميع أشكاله ومظاهره. كما أدان استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وتزايد انتهاكات القانون الدولي الإنساني المتمثلة في زيادة توسيع المستوطنات غير الشرعية وهدم البيوت الفلسطينية، وعمليات القتل العشوائي، وانتشار حوادث الاعتقال غير القانوني، والحصار المضروب على غزة الذي يجبر مليونين من الإخوة والأخوات على العيش وهم يعانون الضنك والعزلة عن بقية فلسطين والعالم. وشدد العمل على اتخاذ جميع التدابير للحفاظ على الهوية الإسلامية للقدس الشريف في مواجهة عملية التهويد التي يقوم بها المحتل والانتهاكات التي يرتكبها ضد قدسية الحرم الشريف. وأكد التضامن الكامل للبلدان الإسلامية مع الشعب الفلسطيني في كفاحه لتحرير نفسه من احتلال إسرائيلي امتد ل49 سنة بغية الوحدة الوطنية والعيش حياة كريمة في دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف. ودعا «إعلان إسطنبول» الدول التي لم تعترف بالدولة الفلسطينية أن تفعل ذلك، وحث المجتمع الدولي على تمكين دولة فلسطين بكل الوسائل، ومن بينها دعم عضويتها في المنظمات الدولية وحشد الجهود من أجل استئناف عملية السلام التي تضمن أن لا يعيش جيل آخر من الأطفال الفلسطينيين تحت وطأة الاحتلال والقهر. وأدان الزعماء بشدة جميع أشكال التعصب والتمييز القائم على الإثنية والعنصر واللون والدين والعقيدة، وشدد على أهمية التحلي بالتسامح والاحترام والحوار والتعاون في ما بين مختلف الثقافات والحضارات والشعوب باعتبار ذلك أفضل السبل لمكافحة شرور العنصرية والتفرقة العنصرية وكراهية الأجانب والإسلاموفوبيا. ودعا الإعلان الدول الغربية لاتخاذ التدابير اللازمة لمحاربة كراهية الأجانب والإسلاموفوبيا، وضمان سلامة ورفاهية المسلمين في مواجهة هذه الشرور. وشدد على رفض الطائفية والمذهبية بجميع أشكالها ومظاهرها، وتشجيع الجهود الوطنية التي تهدف إلى مكافحة السياسات والممارسات الطائفية والتمييزية، والعمل على تعزيز التصالح في ما بين جميع المسلمين. كما دعا للتضامن مع الأقليات المسلمة في كثير من الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي التي لا تزال تواجه قهرا خطيرا والتي يتم تجاهل حقوقها في كثير من الحالات حتى وإن كانت هذه الحقوق تنبع من القانون الدولي. وطالب أعضاء منظمة التعاون الإسلامي إبداء التضامن مع الشعوب المسلمة في الدول غير الأعضاء التي تكافح من أجل الأوضاع المتساوية والمساواة السياسية، ودعوتها إلى الارتباط الوثيق معها وزيادة وتوسيع جهودها في جميع المجالات بغية مساعدتها في التغلب على عزلتها. وأكد تشجيع الجهود الرامية إلى تقوية وتعزيز دور الشباب المسلم في المجتمع وتحسين أوضاع تعليمهم وتوظيفهم. كما أكد أهمية مساهمة المرأة المسلمة في الحياة الاجتماعية وكذلك تعزيز دورها في تنمية البلدان الإسلامية. ونوه «إعلان إسطنبول» بجهود أجهزة ومؤسسات المنظمة لزيادة مستوى التعاون في ما بين البلدان الإسلامية في مجال اختصاصها بغية تعزيز ازدهار ورفاهية الأمة الإسلامية. وأعرب عن ارتياحه لنجاح إستراتيجية «كومسيك» ونظامها الأساسي المنقح الذي أسفر عن دينامية ورؤية جديدتين للتعاون الاقتصادي والتجاري وجعل منها منبرا للحوار السياسي المؤدي إلى إنتاج ونشر المعرفة واقتسام الخبرات وأفضل الممارسات وتقريب السياسات في ما بين الدول الأعضاء. وأعلن زيادة حجم التجارة الإسلامية البينية إلى 25% خلال السنوات العشر القادمة من خلال تنفيذ نظام الأفضلية التجارية وغيره من الأطر القانونية الأخرى، ورحب باعتماد وثيقة «المنظمة – 2025: برنامج العمل» التي تتضمن أهدافا طموحة في مختلف المجالات حتى تعمل الدول الأعضاء في المنظمة على تحقيقها في السنوات العشر القادمة.