رفض زوج امرأة توفيت إثر جراحة قيصرية تسلم جثتها من ثلاجة مستشفى نجران العام (أبا السعود)، حتى تفصل الجهات المختصة في اتهامه للمستشفى والطاقم الطبي في ارتكاب أخطاء أدت إلى رحيلها. في الوقت نفسه أصدر مدير الشؤون الصحية في المنطقة إبراهيم بالحارث، قرارا بتشكيل لجنة تحقيق في شكوى المواطن حسن يحيى آل عيزور، وإكمال اللازم نظاما في وفاة سيدة (36 عاما) في مستشفى نجران بعد خضوعها للولادة القيصرية. وأوضح المتحدث باسم صحة نجران محمد حسن الصقور، تفاصيل ما حدث، وقال إن السيدة راجعت قسم الطوارئ صباح الاثنين 4/7/1437 وعليها أعراض ولادة، ثم خضعت لعملية ولادة قيصرية، وحدثت لها مضاعفات استلزمت استئصال الرحم لتدخل على أثرها إلى قسم العناية المركزة بالمستشفى، وانتقلت إلى رحمة الله تعالى صباح الثلاثاء 5/7/1437 وأدرجت الحالة في نظام «الأحداث الجسيمة» بالوزارة. وشدد المتحدث على أن صحة نجران حريصة وملتزمة بمعايير الجودة المعتمدة والأصول الطبية المتعارف عليها في ما يضمن حقوق وسلامة المرضى. في المقابل كشف «زوج المتوفاة» حسن يحيى آل عيزور ل«عكاظ» تفاصيل ما حدث. مشيرا إلى أنه تقدم بشكوى رسمية طالب فيها بتشكيل لجنة تحقيق محايدة تكشف أسباب الرحيل. وزاد أن زوجته ظلت تراجع ذات المستشفى قبل ولادتها، وحدد لها موعد صباح الاثنين بعد مقابلة الطبيب صباح الأحد مع تحديد يوم الاثنين للولادة. ويضيف أن الزوجة شعرت بأوجاع الولادة في ذات الليلة فراجعت قسم الطوارئ وتقرر إدخالها إلى غرفة العمليات، وطلب الطاقم الطبي منه الموافقة على القيصرية فوافق على ذلك معتبرا الأمر إجراء روتينيا معتادا، طبقا لأقواله. يواصل الزوج: عدت إلى المنزل لإحضار أغراضها، وبعد 20 دقيقة تلقيت نبأ خروجها من العمليات بحالة جيدة، وكانت برفقتها أختها التي ظلت تطمئنني على عافيتها، وأكثر من ذلك طلبت رؤية مولودتها التي أنجبتها ثم أحيلت إلى قسم التنويم فرجعت إلى المنزل مطمئنا. في الساعة الخامسة، تلقى آل عيزور أنباء غير سارة حول خطورة الوضع الصحي لزوجته ودخولها إلى العناية المركزة بسبب حالة نزيف حادة، فسارع إلى المستشفى واستقبله الطبيب (تحتفظ «عكاظ» باسمه) ليبلغه أن زوجته في حاجة عاجلة إلى دماء متبرعين، ولم يتردد في إحضار 10 متبرعين وانتظر ساعات طويلة مترقبا النتائج، وفي التاسعة أخرجت الزوجة من غرفة العمليات ليبلغه الطبيب، بلا سابق إنذار أنه اضطر إلى استئصال الرحم دون علمه حفاظا على حياتها كما قال ! يواصل الزوج ويضيف أنه برغم استئصال الرحم تواصل النزيف الحاد وطلب الطبيب مزيدا من دماء المتبرعين حتى لا تفقد حياتها للأبد، وجاءت مجموعة جديدة من المتبرعين.. وفي العاشرة صباحا تلقى نبأ رحيلها، وهو الأمر الذي دفعه إلى تقديم شكوى رسمية إلى الشؤون الصحية، وبادر مدير صحة نجران إبراهيم بالحارث باتصال مواساة وعزاء مؤكدا له أن حقه لن يضيع وأنه وجه بتشكيل لجنة تحقيق للوقوف على الحيثيات. يضيف الزوج أنه لاحظ إهمالا واضحا في غرفة العناية المركزة حيث سمح للزائرات بالدخول دون أن يعترضهن أحد. مشيرا إلى أنه استدعي إلى لقاء اللجنة، واطلع على التقرير الطبي الخاص بزوجته الراحلة، واعترض عليه لعدم قناعته بحيثياته وكثرة مغالطاته حسب قوله. ويضيف أنه يترقب نتائج التحقيق في أقرب وقت، معربا عن خشيته من ضياع حقه وأسرته مثلما حدث لآخرين - طبقا لتعبيره -. مؤكدا أنه رفض تسلم جثة شريكة حياته من ثلاجة الموتى حتى تنتهي لجنة التحقيق من أعمالها وتصدر تقريرها النهائي.. وقال مختتما «المولودة ما زالت في الحضانة، ليس من أحد سيعتني بها في المنزل بعد رحيل أمها مع انشغالي بالعزاء»!.