تمثل زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بنِ عبدالعزيز الحالية لتركيا، محطة رئيسية مهمة في تاريخ العلاقات بين البلدين، وتجيء القمة السعودية التركية لإعطاء زخم ودفعة قوية، ليس فقط لتعزيز الشراكة الإستراتيجية بين الرياضوأنقرة، بل لإرساء الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، والحيلولة دون توسيع دائرة الأزمات ومنع التدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية والخليجية ولجم الإرهاب خصوصا وأن تركيا عضوة في التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب. وإذا كانت السعودية وأنقرة تمثلان ثقلا كبيرا في الدائرة الإسلامية لما لهما من ثقل في المحيط العربي والإسلامي، فإن زيارة الملك سلمان تمثل نقطة تحول مفصلية في العلاقات بين البلدين الكبيرين، لاسيما وأنها تأتي قبيل انعقاد القمة الإسلامية في أنقرة غدا الخميس. ومن المتوقع أن تتمخض قمة سلمان- أردوغان عن نتائج كبيرة بحجم البلدين، سواء على الصعيد الثنائي أو على الصعيد الإسلامي، ومن المؤكد أنها ستسفر عن تفاهمات شاملة في القضايا ذات الاهتمام المشترك والمستجدات على الساحة العربية، خصوصا لجهة الملفات الساخنة في سورية واليمن والعراق ولجم تنظيم داعش الإرهابي. والشراكة الإستراتيجية بمفهومها الواسع بين الرياضوأنقرة تستوجب تحقيق قدر كبير من التفاهم والتنسيق بين الدولتين، خصوصا في المجالات السياسية والعسكرية والأمنية وتنسيق المواقف حيال قضايا الأمة الإسلامية، ولاشك أن الشراكة الإستراتيجية بين المملكة وتركيا تخدم القضايا الإسلامية والعربية وأن وجود علاقات قوية بين البلدين يصب أساسا في مصلحة الأمة ويشكل ركيزة مهمة داعمة لقضاياها وصيانة لمصالحها، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أوالأمني، فضلا عن تحصينها ضد الاختراقات الخارجية ومحاولات العبث والتدخل في الشؤون الداخلية من قبل قوى إقليمية تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة. ومن المؤكد أن التقارب السعودي التركي في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها العالم والمنطقة سيعمل على تحصين البيت الإسلامي من الداخل للتصدي للتدخلات الإيرانية في شؤون دول المنطقة، كما أن التنسيق السعودي التركي يمثل دعما لدور منظمة التعاون الإسلامي تجاه دولها وشعوبها وهو ما سوف ينعكس إيجابا على القضايا الإسلامية.