كما يتضح من اسمه، ينحدر الشيخ عبدالله من «آل فضل»، وهي أسرة معروفة في عنيزة بإقليم القصيم، بل كانوا أمراءها لمدة تزيد على مائة عام، وتحديدا من عام 1790 حتى عام 1813، وهم الذين وحدوها على يد أميرهم فوزان بن حميدان آل فضل قبل قيام الدولة السعودية الأولى. وإذا كان آل قصيبي في المنطقة الشرقية، وآل زينل في المنطقة الغربية قد عرفوا بأدوارهم التجارية والسياسية والتنموية الهامة في مرحلة بناء وتأسيس المملكة فإن آل فضل قاموا بالدور نفسه في المنطقة الوسطى. أما ميلاده فقد كان في عام 1900 تقريبا، إذ ولد في عنيزة لعائلة ثرية ذات نفوذ تجاري واسع. وبعد أن تلقى تعليمه الأولي في الكتاتيب ودرس الفقه وأصول الدين وحفظ القرآن، سافر مع والده صغيرا إلى الهند، إذ كانت لوالده الشيخ إبراهيم بن عبدالله الفضل ولعمه الشيخ صالح بن عبدالله الفضل في كل من «بمبي» و «كراتشي» تجارة ومعارف وعلاقات مع علية القوم من التجار المحليين والخليجيين. ويتضح لنا من المراسلات التي جرت في عشرينات القرن الماضي بين آل فضل في الهند البريطانية والملك عبدالعزيز في نجد أن آل فضل كانوا يمثلون الملك في الهند بصفة غير رسمية، إلى أن آلت هذه الوظيفة لاحقا إلى الشيخ عبدالله المحمد الفوزان رحمه الله. وبكلام أدق فإن الذي كان يمثل الملك عبدالعزيز في الهند هو الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن عبدالله الفضل الذي برز كواحد من مثقفي وأدباء المملكة وكان أحد الموقعين على تسليم مدينة جدة للملك، وأحد الذين تم اختيارهم لعضوية مجلس الشورى القديم. والشيخ محمد هذا هو أخو الشيخ إبراهيم بن عبدالرحمن بن عبدالله الفضل الذي عمل في الديوان الملكي مسؤولاء عن المراسلات مع بيوت آل فضل في الهند والبحرين وعنيزة والمدينة المنورةوجدة حول بيع واستيراد المواد الغذائية والألبسة واللؤلؤ والتمور وغيرها على نحو ما ذكره «منصور العساف» في تحقيق منشور في الزميلة الرياض (16/1/2015). انتهز عبدالله بن إبراهيم الفضل فرصة وجوده في الهند لتعلم مواد جديدة لم تكن دراستها واردة على باله، مثل الحساب والعلوم التجارية واللغة الإنجليزية ولغة الأوردو وغيرها. لذا فإنه حينما عاد إلى وطنه للاستقرار كان من الكفاءات النادرة بمقاييس ذلك الزمن. تلك المؤهلات، معطوفة على ما عرف عنه من مثابرة في العمل، وسمعة طيبة، وقدرة على التخاطب بأكثر من لغة استرعت انتباه الملك المؤسس فقربه للاستفادة من علمه وخبراته. وهكذا صار الرجل مرافقا للملك ولأنجاله وحظي بثقتهم، وكان ضمن من رافقوا الأمير (الملك) فيصل بن عبدالعزيز في رحلته الثانية إلى أوروبا التي بدأها في عام 1926. وكان الملك عبدالعزيز قد وقع اختياره على الفضل في عام 1925 ليكون مديرا لمالية جدة، وفي عام 1939 نقله إلى المنطقة الشرقية مديرا لفرع مصلحة المعادن والأشغال، وممثلا للحكومة، في الوقت نفسه، لدى شركة «ستاندر أويل أوف كاليفورنيا» التي صارت لاحقا شركة الزيت العربية الأمريكية (أرامكو). أما رحلته في عالم الدبلوماسية فقد بدأت قبل سنوات من تعيينه سفيرا للمملكة في مصر في عام 1946 خلفا للشيخ فوزان السابق، إذ إنه كما أسلفنا عمل قنصلا في المفوضية السعودية بالقاهرة. قلنا إن الفضل كان شاهدا على حدوث انقلاب 23 يوليو 1952 الذي أطاح بالملكية في مصر، فبذل جهودا كبيرا لجهة تعزيز العلاقات البينية السعودية المصرية والحيلولة دون جنوحها نحو التأزم بعد اختلاف شكل النظام في مصر. وقد نجح في ذلك بدليل أن رئيس مصر اللواء محمد نجيب قلده قبل إقصائه من السلطة وسام الاستحقاق مكافأة له على ما قدمه لعلاقات البلدين الشقيقين، فيما جاء تقدير المغفور له الملك سعود الأول في صورة تعيينه سفيرا فوق العادة ووزيرا مفوضا للمملكة في القاهرة. توفي الفضل مستشفيا بمدينة لوزان السويسرية في شهر رمضان 1376 للهجرة الموافق لسنة 1956، فلم يشهد، لحسن حظه، ما حل بالعلاقات السعودية المصرية لاحقا من خلل وأزمات في زمن المد القومي/ اليساري الأهوج في ستينات القرن الماضي. الفضل كان قنصلا في القاهرة وزكاه الأول للحلول مكانه عند تقاعده، وهو ينتمي إلى عائلة حكمت عنيزة مدة مائة عام. سافر إلى الهند صغيرا، إذ كان لوالده وعمه في بومباي تجارة ومعارف ونفوذ. كان مديرا لمالية جدة ومديرا لمصلحة الأشغال في الأحساء وعينا للملك عبدالعزيز على أعمال شركة النفط. عاصر في القاهرة انقلاب يوليو 1952 وعمل على الحيلولة دون تأثر العلاقات السعودية المصرية به.