يعقد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اليوم (الجمعة)، جلسة مباحثات هي الثانية منذ وصول الملك سلمان إلى القاهرة أمس (الخميس) في زيارة رسمية لمصر تلبية لدعوة الرئيس السيسي تستمر خمسة أيام. وتتناول محادثات القائدين حسب المتحدث باسم الرئاسة السفير علاء يوسف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، فضلا عن التنسيق والتعاون على جميع الأصعدة بين البلدين الشقيقين في مواجهة ما يتعرض له الأمن القومي العربي والخليجي من مخاطر إقليمية وخارجية. وأضاف السفير يوسف أن موضوعات التعاون الاقتصادي بين البلدين ستستأثر بجانب كبير من المحادثات، وذلك في ضوء حرصهما على دعم وتوثيق العلاقات الاقتصادية والتجارية بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين. وعقب المحادثات يحضر الملك سلمان والرئيس السيسي مراسم التوقيع على 14 اتفاقية ومذكرة تفاهم، من إجمالي 24 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين البلدين تم التوصل إليها خلال اجتماعات مجلس التنسيق السعودي - المصري. ويشرف خادم الحرمين الشريفين مساء اليوم (الجمعة) حفل استقبال تنظمه سفارة المملكة في القاهرة، ويتوقع أن يشمل الحضور كبار المسؤولين المصريين، والوفد المرافق للملك سلمان، وعددا من أعضاء مجلس الأعمال السعودي المصري. وحسب وكيل مجلس النواب المصري سليمان وهدان يزور خادم الحرمين الشريفين البرلمان صباح بعد غد (الأحد). وقال وهدان ل«عكاظ» إن المجلس سيعقد جلسة استثنائية في تمام الساعة الحادية عشرة صباح الأحد، لاستقبال الملك سلمان، الذي سيلقي خطابا تاريخيا تحت قبة البرلمان المصري، بحضور نحو 80 ضيفا لخادم الحرمين الشريفين. وكانت الرئاسة المصرية أصدرت بيانا مساء أمس الأول (الأربعاء) رحبت فيه بزيارة خادم الحرمين الشريفين إلى بلده الثاني مصر ضيفا عزيزا عليها. مؤكدة أن مصر لن تنسى للملك سلمان مواقفه المقدرة والمشرفة إزاء مصر وشعبها. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف، في البيان، إن زيارة خادم الحرمين الشريفين تشهد ترحيبا كبيرا من جانب مصر قيادة وحكومة وشعبا، لاسيما أنها تعكس خصوصية العلاقات السعودية - المصرية، وما يجمع بين الشعبين الشقيقين من روابط تاريخية وثقافية راسخة، وتاريخ مشترك ومصير واحد. وأضاف أن مصر تولي أهمية كبيرة لزيارة خادم الحرمين، التي من المقرر أن تستمر لمدة خمسة أيام، خصوصا أنها الزيارة الأولى التي يقوم بها الملك سلمان إلى مصر منذ توليه مقاليد الحكم، وتمثل تتويجا للعلاقات الأخوية الوطيدة التي تجمع بين البلدين. كما يتزامن توقيت الزيارة مع تعرض المنطقة لتحديات كبيرة في ضوء ما يمر به عدد من الدول العربية من اضطرابات وما تواجهه من أزمات، وهو ما يؤكد أهمية مواصلة التعاون والتنسيق المكثف بين مصر والمملكة العربية السعودية حول مختلف الملفات الإقليمية بما يساهم في تعزيز الأمن والاستقرار بالشرق الأوسط. وأشار إلى أن ما تشهده العلاقات السعودية - المصرية من تميز على جميع المستويات يشكل درعا لحماية المصالح العربية ويضرب مثلا للعمل العربي المشترك. لافتا إلى ما يساهم به التشاور وتبادل الزيارات رفيعة المستوى في تعزيز هذه العلاقات وتنميتها والارتقاء بها. وجدد مجلس الوزراء المصري الترحيب بالزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين إلى مصر، مؤكدا أنها تأتي تجسيدا لعمق العلاقات الإستراتيجية الوطيدة بين القيادتين والشعبين. معربا عن التطلع إلى أن تسهم في الدفع بمستويات التعاون القائمة بين البلدين إلى آفاق أرحب، تتناسب مع ما لدى الدولتين من إمكانات مميزة وروابط أخوية وطيدة.