رغم تشييع الجموع الغفيرة من أبناء الدوادمي أمس (الأربعاء) جثمان شهيد الواجب العقيد كتاب بن ماجد الحمادي إلى مقبرة المحافظة، وسط حضور الكثير من كبار المسؤولين من المدنيين والعسكريين، إلا أن مقعده بقي شاغرا حاملا اسمه وصفته في حفل كان من المقرر أن يشهده مشاركا أهالي القويعية بتوزيع جائزة الشيخ محمد بن سليمان بن جبرين للتفوق العلمي. وعكس توافد الكثيرين على التشييع وتدفق العشرات على حفل التعليم التأكيد على أن ملحمة الشهيد (45 عاما) في حب الوطن لن تطالها أيادي الغدر والخيانة ليبقى الحمادي في قلب كل من أحبه بعدما قدم حياته فداء لإخلاصه لوطنه وحرصه على أمن وسلامة الأهالي. وفي الدوادمي كانت مسيرة الحب بارزة تقدمها أقارب وزملاء الشهيد، ووكيل محافظة الدوادمي عبدالله الفايز ومحافظ عفيف رشيد الجبرين ووكيل محافظة القويعية إبراهيم المنقور، لتتم الصلاة على الجثمان في جامع الراجحي قبل أن يتم دفنه في مقبرة المحافظة. وازدحمت الشوارع المؤدية إلى الجامع والمقبرة منذ وقت مبكر بالعشرات من السيارات التي اصطفت للحاق بمراسم التشييع لترد على أيادي الغدر التي وإن طالت الشهيد فإنها لن تنال من وطن يقف صفا واحدا يمجد من أفنى عمره فداء للوطن ولعزته وشموخه وسلامة أهله وأبنائه. وانعكست أصالة الشهيد الحمادي بعدما عاش يتيما في مسقط رأسه بمركز عرجاء (25 كيلومترا) غربي الدوادمي، على أدائه تاركا سمعة عطرة بعدما حفر بأخلاقه وصفاته مسيرة حياة رجل الأمن الحريص على سلامة الوطن، والمؤهل لحمل لواء الحماية بعدما تلقى تعليمه العام في الدوادمي وانتقل للمنطقة الغربية ثم التحق في المجال العسكري متنقلا بين العديد من المدن قبل أن يستقر به الحال في القويعية وبرفقته أسرته ثلاثة من الأبناء هم ماجد وعبدالعزيز ونايف، وخمس بنات. وحملت سيرة الحمادي العديد من الخصال الحميدة، فإلى جانب مواظبته على الصلاة جماعة كان داعما للمناشط الدعوية مشهودا له بحب الخير والمشاركة في حل النزاعات بين الناس وفي مختلف المناسبات والمناشط، وآخرها دعوته التي تلقاها قبل أسبوع من استشهاده لمشاركة أهله في القويعية احتفالهم بتفوق أبنائهم وحصولهم على جائزة التفوق العلمي، في حفل حضره محافظ القويعية محمد بن عبدالله الربيعة ومدير جامعة شقراء الدكتور عدنان الشيحة. فلم يبخل عليه أهالي القويعية بتقديم رسالة وفاء معبرة ببقاء مقعده شاغرا في مقدمة كبار ضيوف الحفل.