صديقتي الإيرانية التي هاجرت منذ سنوات إلى إحدى البلدان القريبة من إيران مازالت تتحسر وتشتاق إلى مدينتها، وأصدقائها وتفاصيلها الكثيرة. تقول: على الرغم من أن إيران لا تعيش حالة حرب في ظاهرها إلا أنها تدعم جيوشا من الإرهابيين والمرتزقة، وتسرق اللقمة من قوت الشعب، لتتركه عرضة للجوع والنزوح من بلدته، وحتى الهجرة. الحديث عن الجوع في إيران حديث ذو شجون، أما الكباب الإيراني، والأرز الملون بالزعفران، والزبادي المعطر بالريحان، أطباق ستغدو تاريخية ومنسية مع الجوع الذي داهم شرق البلاد فنزح السكان إلى المدن الأخرى، في ظل غلاء الخبز وحتى البصل. إيران منذ عام 2005 وصاعدا وسكانها يعانون من الفقر الذي كان نتيجة عدم المساواة. صديقتي الإيرانية تضحك وهي تقول: هل تصدقين أن الإيرادات الخاصة بالمخدرات، والمواد المخدرة التي يتم العثور عليها، أو ضبطها لا تتلف، بل تدخل في خزانة الدولة، وللحرس الثوري نصيب يتجاوز 38 في المئة من تلك الأطنان من المخدرات. «التنمية والاستثمار الخارجي» هي معزوفة رافسنجاني وروحاني، وهي وعد بانفتاح اجتماعي وسياسي وأمن وظيفي وتقليل قمع، ولكن الانفتاح السياسي والاجتماعي بعبع مخيف لدولة يحكمها الملالي، لذا كانت معزوفة خامنئي هي «الاقتصاد المقاوم» الذي يعتمد على المصادر الداخلية، لكن الشركات الكبيرة تعود للحرس الثوري ومؤتمرة بأمر خامنئي، ويدعمها الباسيج فالدائرة هي ذاتها والفساد هو نفسه. صديقتي تقول: لو أمطرت سماء إيران ذهبا، ولو أصبح سعر برميل النفط 100 دولار، فلن تنتهي مشكلة الانهيار المتسارع للاقتصاد الإيراني.. وسيظل المواطن الإيراني في أطراف إيران جائعا ومقموعا، ويحلم بالهجرة. أما عن المئة مليار دولار من أرصدة مجمدة لإيران فإنها هي النوت لمعزوفة رافسنجاني وروحاني، فالنووي مقابل تلك الأرصدة التي لن تعود بكاملها، بل ما عاد هو فتات المليارات (6 مليارات دولار فقط) أما البقية فصرفت في فرنسا وإيطاليا بشكل صفقات تجارية لتوطيد العلاقات. علاقات إيران مع الدول الأخرى والتي يقودها رافسنجاني من وراء الكواليس لا تقدم ولا تؤخر في قوت الشعب الذي وصل تعداد فقرائها إلى مليون فقير، و11 مليون عاطل عن العمل، و70 في المئة من سكان القرى يعيشون تحت خط الفقر، و80 في المئة من المصانع والمعامل توقفت عن العمل. بينما بشرى وهدى بنات خامنئي تقدر ثروة كل منهما ب100 مليون دولار. صديقتي الإيرانية التي تتحدث بحرقة عن قوت الفقراء ليست بشرى ولا هدى، لكنها في يوم ما كانت ابنة رجل الزعفران الذي ترك الجمل بما حمل.