أكثر ما يؤلمني حالة العقوق والجحود التي يمارسها الأبناء تجاه والديهم، خصوصا حين يبلغون من الكبر عتيا، ففي الوقت الذي ينتظر الأب أو الأم وقوف أبنائهم معهم بعد أن يتقدم بهم العمر، يفاجأون بأن الذين أفنوا حياتهم من أجلهم يتخلصون منهم في دور العجزة والمسنين، في موقف يجسد أقسى أنواع نكران الجميل. وعلى رغم أن تلك الدور تؤدي دورا نبيلا في احتضان كبار السن، وتحاول أن تخفف من وطأة الألم الذي يجده النزلاء من عقوق الأبناء، إلا أني أرى في تلك الأربطة والمساكن صورة مؤلمة في المجتمع، قد تسهل أن يعق الابن أباه أو أمه. صحيح أن من يقدم على ذلك الفعل القبيح، سيفعله حتى لو لم تتوافر دور تؤوي الآباء أو الأمهات، لكن حينما أزور دور المسنين والمسنات، أتألم كثيرا، وتجتاحني نوبة اكتئاب شديدة، لا أتجاوزها بسهولة، وفي بر الوالدين سعادة للمرء في الدنيا والآخر، وسعة في الرزق، وراحة في البال وطمأنينة، والتعامل معهما دين يقضيه الإنسان من الأبناء، فإن تعامل معهما بخير، لقي ذلك من الأبناء، وإن أساء لهما وعقهما، فسيجد ذلك حين يكبر ويبلغ من العمر عتيا، فأيها الأبناء استغلوا وجود الآباء والأمهات، لبرهم والإحسان، فهما بابان من أبواب الجنة. لمى الفران