بإعلان رؤساء أركان دول التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب عزمهم تكثيف الجهود بكافة الوسائل، بما فيها الدور العسكري، لمحاربة الإرهاب وهزيمته من خلال تنسيق الجهود العسكرية وتبادل المعلومات بين 39 دولة، وإعلان المستشار العسكري لوزير الدفاع السعودي العميد ركن أحمد عسيري تكفل المملكة بتوفير مبنى خاص لمركز التحالف الإسلامي في مدينة الرياض، وتخصيص ميزانية له. إضافة إلى الهيكل التنظيمي لعمل المركز، وإنشاء قاعدة بيانات استخباراتية متبادلة بين الدول الأعضاء في التحالف، تدخل الرياض والمملكة معا قائمة أكبر قواعد البيانات المعلوماتية الاستخباراتية في العالم لمكافحة الإرهاب التي تتطلب أعلى درجات التعاون والتنسيق بين هذه الدول، والاستعداد الكامل لتبادل المعلومات الاستخباراتية والأمنية بأسرع ما يمكن بين الأجهزة المعنية وعبر وسائل آمنة. وبذلك تكون المملكة المنقذ الرئيسي للأمم المتحدة في مواجهتها للإرهاب، رغم قرار الجمعية العامة الداعي إلى قيام منظومة الأممالمتحدة جنبا إلى جنب مع الدول الأعضاء، بإنشاء قاعدة بيانات شاملة بشأن الحوادث ذات الصلة بالإرهاب، وتعيين ضابط اتصال لدمج الجهود ليكون بمثابة نقطة اتصال، إذ فشلت جميع المبادرات، ولم تستطع الأممالمتحدة تفعيلها بالشكل المطلوب لحماية العالم من خطر الإرهاب. وفي الأسبوع الماضي استيقظت بلجيكا على صوت انفجارين هزا مطار العاصمة بروكسل، وثالث استهدف محطة لقطارات الأنفاق وارتفعت حصيلة الضحايا إلى أكثر من 35 قتيلا و200 جريح، وهو ما أرجعه رئيس المركز الأوروبي العربي لدراسات مكافحة الإرهاب في ألمانيا الخبير الأمني جاسم محمد إلى حدوث خطأ استخباراتي وغياب التنسيق المعلوماتي داخل منظومة الدول. قواعد بيانات أمريكية ويأتي إنشاء قاعدة البيانات الاستخباراتية لدول التحالف بعدما فشلت قاعدة بيانات أمريكية وبريطانية مقترحة في إيجاد قاعدة بيانات دولية متخصصة في مجالات الإرهاب. وكان من المتوقع انضمام أستراليا ونيوزيلاندا للمشاركة في هذا المشروع الذي توقف لظروف لم تحدد. وأسست الولاياتالمتحدة في صيف 2004 قواعد بيانات خاصة بالحوادث الإرهابية (قاعدة معلومات مونتريه للإرهاب) تحتوي على أسماء أشخاص وجماعات ومنظمات متورطة في عمليات إرهابية، وتستخدم فقط من قبل الموظفين الحكوميين المحليين والفيدراليين وأفراد القوات المسلحة في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وفي العام نفسه تم تأسيس قاعدة المعرفة للعمليات الإرهابية التي تخصصت في تسجيل الحوادث الإرهابية من جماعات وقيادات وقضايا إرهابية، وهي تحتوي على أكثر من 29 ألف حالة إرهابية، وملفات لأكثر من 900 مجموعة إرهابية، وسيرة ذاتية لأكثر من 1200 إرهابي. وتدعم هذه القاعدة من قبل إدارة الأمن الوطني. وتحتوي قاعدة بيانات راند العالمية للحوادث الإرهابية التي أنشئت عام 1972 على معلومات عن عمليات إرهابية حدثت في جميع أنحاء العالم، وهي تتكون من قاعدتين للمعلومات، الأولى تحتوي على معلومات حوادث إرهابية عالمية حدثت في الفترة بين 1968 و1997 والثانية على حوادث إرهابية محلية وعالمية حدثت في الفترة بين 1998 وحتى الوقت الحاضر. ورصدت هذه القاعدة أكثر من 36 ألف حادثة إرهابية موثقة, إضافة إلى قاعدة مرآز لمكافحة الإرهاب الوطني الأمريكي، التي تضم أكثر من 564 ألف اسم حتى العام 2009، إذ تسجل فيها أسماء المشتبه ضلوعهم في أي نشاط إرهابي. وقاعدة بيانات متغيرات إرهابية عالمية التي تحتوي على أكثر من 12 ألف حادثة إرهابية عالمية. بيانات إعلامية وكشف مدير قاعدة البيانات الدولية التابعة للمرآز الوطني لمكافحة الإرهاب في جامعة ميريلاند في الولاياتالمتحدةالأمريكية الخبير قيري لا فري، في معرض نقده لقواعد البيانات الإرهابية المفتوحة، أن هناك عيوبا تشترك فيها جميعها تتمثل في اعتمادها في جمع معلوماتها من مصادر إخبارية من الصحف والمجلات والمحطات الإخبارية، التي يحتمل انحياز بعضها، ما يفقدها المصداقية. وهناك أيضا العديد من الحوادث الإرهابية التي لم تغطها هذه المصادر، وبالتالي لا يوجد مقياس لمصداقية هذه المصادر. وأضاف: هناك نقص معلومات لبعض القضايا المهمة المتعلقة بالإرهاب، وبالتالي من المهم الاعتراف بأن المعلومات التي جمعت لهذه القواعد تبقى محدودة. الرياض تقود العالم من جانب آخر، قال المحلل السياسي سلمان الأنصاري: «إن الرياض ستكون بعد تدشين قاعدة البيانات الاستخباراتية عاصمة لمكافحة الإرهاب فكريا، وإعلاميا، واستخباراتيا وعسكريا». وأضاف: «التعاون المعلوماتي والاستخباراتي في ما يخص مكافحة الإرهاب هو العصب الرئيسي لمجابهة التطرف. والمملكة وباكستان أقوى دولتين إسلاميتين في هذا الخصوص، ودول العالم ستحرص على التعاون مع الرياض أكثر من أي وقت مضى، وذلك بسبب نجاحها في استقطاب دول العالم الإسلامي سواء استخباراتيا أو عسكريا».