أكد المتحدث باسم قوات التحالف الإسلامي المشترك مستشار وزير الدفاع العميد أحمد بن حسن عسيري، أن مبدأ الدول الإسلامية أعضاء التحالف قائم على المشاركة وتنسيق الجهود وتوحيدها، بحيث تكون جهوداً جماعية لا فردية، لافتاً النظر إلى أن العمل المشترك يسير متوافقاً ومتناسقاً مع المنظمات الدولية. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده العميد عسيري عقب انتهاء أعمال الاجتماع الأول لرؤساء الأركان في دول التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، الذي عقد أمس في الرياض، واجتمع فيه رؤساء الأركان في الدول المشاركة في التحالف الإسلامي العسكري، لعمل توطئة وتحضير لاجتماع وزراء دفاع الدول الأعضاء، المقرر انعقاده قريباً، وتحديداً بعد تواصل رؤساء هيئات الأركان مع وزراء الدفاع في الدول الأعضاء، وطرح ما تناوله اجتماع اليوم. وأوضح أن الاجتماعات ركزت على أربعة محاور مهمة لمكافحة الإرهاب، مبيناً أن محور الإعلام كان أبرزها، بالإضافة إلى الجانب الفكري الذي يشكل واحداً من أكثر الجوانب التي ينبغي التركيز عليها في الحرب على الإرهاب، بما في ذلك كيفية إعداد الرسالة الفكرية والدمج بين المحورين الفكري والإعلامي للخروج برسالة واضحة، كفيلة بمواجهة الأفكار المطروحة من قبل المنظمات الإرهابية، وقادرة على أن تشكّل رسائل وقائية وتصحيحية، مشيراً إلى أن المحور الثالث ركز على الجانب المالي، وتتبع مصادر تمويل عمليات هذه المنظمات، في حين جاء المحور الرابع خاصّاً بالعمل العسكري الذي سيكون مركز عملياته في الرياض، حيث تبرعت المملكة العربية السعودية بتوفير مبنى المركز وميزانيته التشغيلية. ولفت النظر إلى أن العمل العسكري لقوات التحالف سيقوم على مواجهة التنظيمات الإرهابية في الدول الأعضاء التي تعلن حاجتها لتدخل قوات التحالف، لأن التدخل لن يكون إلزاميّاً، مؤكداً أن آلية عمل قوات التحالف مبنية في أساسها على احترام سيادة الدول، ووفق المواثيق والأعراف الدولية، وبالتعاون مع المنظمات الدولية، وفي إطار الشرعية الدولية، التي نصت عليها قرارات الأممالمتحدة. وقال العميد عسيري: «دول التحالف تسعى إلى تجفيف منابع الإرهاب، من خلال آلية عمل جرى التباحث حيالها في اجتماعات اليوم، لاسيما في ظل اتفاق الدول أعضاء التحالف على تعريف وتصنيف المنظمات الإرهابية»، مبيناً أن العمل سيقوم على المبادرات من الدول أعضاء التحالف، لافتاً الانتباه إلى أن الدول الأعضاء ستتقاسم العمل الاستخباراتي وتبادل المعلومات. وأبان في إجابة عن آلية المبادرات التي تقدمها الدول الأعضاء، أنها ستكون على طريقتين، إمّا نابعة من داخل إدارات المركز، سواءً الفكرية أو الإعلامية أو المالية أو العسكرية، بحيث تطرح للدول الأعضاء ممن لهم ممثلون داخل المركز، ثم يجمع آراء كل الدول الراغبة في المشاركة بهذه المبادرة، فتوضع بعد ذلك خطة لتنفذها على أرض الواقع، فيما تأتي الطريقة الثانية عبر طلب دولة ما من دول الأعضاء العون في جانب معين، إمّا جانب إعلامي أو عسكري، على أن تطرح من خلال إدارات المركز بعد دراستها، ثم توضع على شكل خطة يتم التوافق عليها من قبل الدول الراغبة في المشاركة، قبل تنفيذ المبادرة داخل الدولة الطالبة للمساعدة وتحت إدارتها. وعن تبادل المعلومات الاستخباراتية بين 39 دولة أعضاء التحالف، أوضح العميد العسيري أن ذلك من أهم المكاسب العائدة على الدول أعضاء التحالف، لاسيما أن المعلومات الاستخباراتية ستجري من خلال قاعدة بيانات تنشأ في مركز عمليات التحالف، وستحظى الدولة عضو التحالف بتضافر جهود الدول الأعضاء التي ستساندها في مواجهة أي تهديد إرهابي تتعرض له في حال طلب المساعدة، وتأمين غطاء دولي إلى جانب ذلك. وشدّد على أن مركز العمليات المشترك في الرياض سيتولى مهمة جمع الدول أعضاء التحالف على طاولة واحدة، من شأنها ترتيب المفاهيم وتوحيد الرؤى ووضع الاستراتيجيات، لأنها جميعها تواجه خطراً واحداً، لذا يجب التعامل معه وفق استراتيجية واحدة، تنبثق من عمل دؤوب يركز على نقاط الاشتراك والتوافق والانطلاق.