لا تجد شارعا في مدينة أبها إلا وبه شاب قد نصب «كشكا» يزاول فيه بيع «شاي الجمر».. تلك الظاهرة راجت بين أوساط الشباب الباحثين عن لقمة عيش، أو دخل إضافي يسد به حاجته. لكن ذلك الإقبال، ورغم الصورة الجميلة التي يراها الكثير من المواطنين من جانب إيجابي، إلا أن الكادحين من الشباب، وبائعي الشاي في الشوارع العامة، يقضون وقتهم بين الخوف وترقب مراقبي الأمانة. «عكاظ» التقت بعدد من هؤلاء الشباب، وسمعت منهم عن قرب، فهم شباب مكافحون، رموا مانع الخجل بعيدا، ويرون أن بيع الشاي فيه دخل جيد، ولكن هناك من يتربص بهم، ويمنعهم من ذلك، بحجة مخالفتهم للأنظمة، فيما يتمنون من الجهات المعنية أن يوجدوا حلا مناسبا يمنحهم فرصة البيع بشكل نظامي، مطالبين الأمانة بتوفير أماكن مناسبة لهم وعرضها للإيجار عليهم، وهم مستعدون للالتزام، والاستمرار في عملهم زياد العسيري، شاب سعودي عاطل عن العمل، حقق دخلا جيدا من بيع «شاي الجمر»، لكن أنظمة البلدية حالت بينه وبين الاستمرار في ذلك، طالبين منه استخراج تصريح لمزاولة البيع في الشارع، لكنه اصطدم بإجراءات رسمية وتصاريح قد تقف مانعا بينه وبين لقمة عيشه. فيما عبر الشاب محمد الحريصي أحد ممتهني بيع «شاي الجمر» عن استيائه لمطاردة مراقبي الأمانة لهم من موقع لآخر، مطالبا الجهات المختصة بتسهيل ودعم هذه المهن للشباب السعودي. وعن الانتقاد الذي يعانيه الشاب الجنوبي من عمل الشاي والقهوة وبيع بعض المعجنات، قال الحريصي إنه لا يأبه للانتقاد، ولا يلتفت إليه.