صعد المجلس البلدي في جدة من تحدياته في أولى جلساته التي بدأها أخيرا بعد اكتمال تشكيله في الدورة الثالثة، ليبدأ بملف شائك يتعلق بتلوث خليج سلمان الذي تقاذفته الكثير من الجهات المختصة ليجد نفسه في نهاية المطاف في أدراج المسؤولين دون اتهام أحد بأنه المتسبب في الكارثة البيئية في هذا الموقع الذي كان شريانا لراغبي السباحة وهواة الصيد في جدة. ومع تنصل أمانة جدة وهيئة الأرصاد وحماية البيئة (وفق ما نشرته «عكاظ» في وقت سابق) برزت اتهامات الأهالي المجاورين للخليج بأنهما السبب في غلق الملف بلا حل، لتبقى المعاناة شاهدة للعيان ممثلة في تلوث بحري وبري قتل الكائنات البحرية وسارع بتهجير السكان المجاورين. ومع خطورة الملف أعلن رئيس بلدي جدة المهندس عبدالمجيد البطاطي ل«عكاظ» أن مجلسه فتح الملف بعد تلقيه شكاوى عدة من مواطنين كأول ملف يناقشه، مؤكدا أن «المجلس يمثل المواطنين وجهة رسمية في الدولة وصاحب صلاحيات واضحة». وكشف أن المجلس شرع في مخاطبات مع الجهات المختصة لحسم الأمر، «حيث بدأنا بمخاطبة أمانة جدة وطالبناها بإغلاق شاليهات الخليج المخالفة والتي تصب مياه الصرف الصحي في البحر مباشرة». وشدد على أن هذه المخالفة تخص الأمانة والبلدية الفرعية والتي يجب أن تلزم كل شاليه بوضع خزان لمياه الصرف الصحي بدلا من صبها في البحر الأمر الذي يؤدي إلى التلوث البيئي. وحول ما إذا كان يتوقع التجاوب من الأمانة رغم مرور سنوات على عدم التجاوب (وفق شهود عيان في الموقع رفعوا مخاطبات عديدة) رد البطاطي «المجلس لديه صلاحيات لمخاطبة الوزير مباشرة حسب النظام لإلزام كل جهة حكومية بتحمل مسؤولياتها». وردا على ما قيل بتورط هيئة الأرصاد وحماية البيئة في الملف الشائك أعلن رئيس المجلس البلدي أنه «سنخاطب رسميا هيئة الأرصاد بحثا عن تعزيز دورهم في حل المشكلة، كما ستجرى مخاطبة الشركة الوطنية للمياه للغرض نفسه»، مشددا على أن «هدفنا القضاء على التلوث ووضع آلية التنسيق بين الجهات لإيقاف ما يتعرض له خليج سلمان من تلوث». «الأرصاد»: مرحباً بالحل وسنتعاون أعلن المتحدث في هيئة الأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني ل«عكاظ» أنهم يرحبون بمخاطبة المجلس البلدي أو أي جهة مسؤولة للتعاون في حل هذه المشكلة. وقال فور سماعه توجه المجلس لمخاطبتهم رسميا «نحن قدمنا كل الحلول المناسبة لحل مشكلة تلوث خليج سلمان لجميع الجهات المعنية، ونحن حريصون على التعاون مع هذه الجهات وفقا للأنظمة سواء كان المجلس البلدي أو خلافه». وكان المتحدث باسم الهيئة سبق واتهم في تصريح إلى «عكاظ» الجهات المعنية (التي لها علاقة مباشرة بتلوث خليج سلمان)، بأنها لم تتجاوب للأسف الشديد مع مخاطبات الهيئة منذ سنوات. وعزا مشكلة التلوث إلى سببين، الأول أن البحيرات راكدة وغير متصلة بالبحر، ما يؤدي إلى التلوث، والثاني يعود إلى كثرة ضخ مياه الصرف الصحي من المنتجعات والكبائن والمنازل إلى الشاطئ مباشرة. الأمانة: هدفنا المصلحة العامة اكتفى المتحدث باسم الأمانة المهندس عمر الحميدان بالتأكيد ل«عكاظ» على ترحيب الأمانة بتدخل المجلس البلدي في الملف، مؤكدا «سنتعاون في ذلك لخدمة المصلحة العامة». وكانت الأمانة ألقت الكرة (في وقت سابق) في ملعب هيئة الأرصاد في ما يخص تلوث خليج سلمان. موضحة على لسان متحدثها المهندس الحميدان في تصريح سابق إلى «عكاظ» أن دور الأمانة يقع في حال كانت هناك تعديات، أما مسألة التلوث الأخرى فهي من اختصاص «الأرصاد». وزاد أن «رمي النفايات في الحاويات المخصصة لها بدلا من رميها على الشاطئ سيسهم في الحد من رمي المخلفات على الشاطئ، الأمر الذي يساهم في عملية التلوث».