هزت سلسلة اعتداءات منسقة على ما يبدو أمس المطار الدولي ومحطة مترو في بروكسل مما أوقع 34 قتيلا على الأقل و202 جريح في أحدث فصول العمليات الإرهابية التي تستهدف أوروبا وذلك بعد أيام على اعتقال عبدالسلام المتهم الرئيسي وراء هجمات باريس، وتبنى تنظيم داعش الإرهابي مسؤولية التفجيرات. وشددت الإجراءات الأمنية في مختلف أنحاء القارة وشلت حركة وسائل النقل بعد التفجيرات التي وصفها رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال أنها «عشوائية وعنيفة وجبانة». واستهدف تفجيران القاعة الرئيسية في مطار زافنتم الدولي حوالى الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي (7,00 ت.غ) فيما أعلن المدعي البلجيكي فريديرك فان ليو ان انتحاريا على الأقل نفذ أحدهما. واستهدف تفجير ثالث محطة مالبيك للمترو قرب حي المؤسسات الأوروبي فيما كان المواطنون يتوجهون إلى أعمالهم. وأعلن رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال أن بلاده تعيش «لحظة مأساة، لحظة سوداء» مع تعرض بروكسل «لاعتداءات عشوائية عنيفة وجبانة» وقال ميشال خلال مؤتمر صحفي عقده مع المدعي العام الفدرالي البلجيكي «كنا نخشى اعتداء وها أنه وقع». وتحدث شهود عن مشاهد فوضى عمت المطار وبرك من الدماء فيما كان الركاب يهربون بذعر وتتصاعد سحب الدخان من مبنى المطار الرئيسي. ورفعت السلطات مستوى الإنذار من خطر إرهابي إلى أقصى مستواه فيما اتخذت إجراءات مشددة في مطارات أوروبية كبرى أخرى. وتأتي هذه الانفجارات بعد أربعة أيام على اعتقال صلاح عبد السلام الفرنسي من أصل مغربي، المشتبه به الوحيد على قيد الحياة من المجموعة التي نفذت اعتداءات باريس في 13 تشرين الثاني/نوفمبر والتي أوقعت130 قتيلا، في حي مولنبيك ببروكسل. وأظهرت المشاهد التي بثها التلفزيون الركاب يهربون بذعر فيما يتصاعد الدخان الأسود من مبنى قاعة المطار الذي تحطم زجاجه. وقال شهود في المكان أنه سمع إطلاق نار في قاعة المسافرين في مطار بروكسل الدولي وصيحة باللغة العربية قبل دوي الانفجارين صباح أمس، حسبما نقلت وكالة «بلغا». وأعلن متحدث باسم وزارة الداخلية البلجيكية أن مستوى الإنذار رفع من الدرجة الثالثة إلى الدرجة الرابعة وهي الدرجة القصوى في مجمل أنحاء البلاد. وعززت السلطات البلجيكية إجراءاتها الأمنية حول المنشآت النووية في البلاد بعد الاعتداءات الدامية حسبما أوردت الوكالة الفدرالية للرقابة النووية . وفور وقوع الانفجارات شلت الحركة في العاصمة البلجيكية حيث أغلق المطار وأوقفت حركة وسائل النقل كما طلب من السكان ملازمة منازلهم. ودعت السلطات البلجيكية السكان إلى عدم التنقل وملازمة أماكنهم. وكتبت خلية الأزمة على موقع تويتر «ابقوا حيث أنتم» مشيرة إلى أن جميع وسائل النقل العام ومحطات المترو والمحطات الكبرى في العاصمة الأوروبية أغلقت حتى إشعار آخر. كما طلبت المفوضية الأوروبية من موظفيها الثلاثاء ملازمة منازلهم أو مكاتبهم بعد الانفجارات. وأعلنت المنظمة الأوروبية المكلفة أمن الملاحة الجوية «يوروكونترول» الثلاثاء على موقعها الإلكتروني أن مطار بروكسل أغلق حتى إشعار آخر. وأعلن المطار على حسابه على تويتر أنه تم إلغاء رحلات وتحويل مسار رحلات أخرى. وتراجعت أسهم شركات الطيران والسفر بشكل كبير في مختلف أسواق المال الأوروبية. ودفعت الانفجارات بعدة دول أوروبية إلى تعزيز الإجراءات الأمنية في مطاراتها ومحطاتها على حدودها.