قبل شهرين غردت في «تويتر»: «فواتير الشتاء أصبحت صيفية»! كنت قد رصدت ارتفاعا في فواتير المياه والكهرباء الشتوية التي تكون في العادة أقل منها في أشهر الصيف، لكن في الحقيقة إذا كان الناس يشتكون الآن من الارتفاع الجنوني في قيمة فواتير المياه والكهرباء فعليهم أن ينتظروا أشهر الصيف ليتعرفوا على الجنون بعينه! وإذا كان بالإمكان ترشيد استخدام السيارة للتغلب على ارتفاع البنزين، أو ترشيد استهلاك الكهرباء للبقاء ضمن شريحة التعرفة غير المرتفعة، فإنه لا توجد أي وسيلة لمواجهة تعرفة المياه الجديدة التي ستصيب سهامها المستهلك مهما بلغ ترشيده إلا إذا كان عليه أن يموت عطشا، وحتى هذه غير مضمونة، ففاتورة منزل والدتي رحمها الله تضاعفت رغم أنه أصبح مهجورا منذ وفاتها قبل أربعة أشهر! والزميل محمد الأحيدب أشار في مقاله أمس الأول إلى مداعبته لمسؤول كبير عن قطاع المياه والكهرباء تزوج ثانية بتأثير «التعدد» على استهلاك المياه الذي يدعو لترشيده، وقد كنت أحد حضور تلك المناسبة التي ضمت عددا من الوزراء، فرد المسؤول بكل جدية أن التعدد على العكس يسهم في ترشيد استهلاك المياه، وإلى اليوم أحاول أن أفهم كيف يمكن أن يسهم الزواج بثانية في ترشيد استهلاك المياه دون فائدة، إلا إذا كان معاليه يقصد أن الثانية ستستحم بدموع الأولى! الخلاصة أن زيادة تعرفة المياه كان صاروخيا ولم يقدر أثره على المواطن وقدرته على تحمل التكلفة، كما أنه لم يعالج أسباب الهدر في شبكة المياه التي تتحمل مسؤوليتها الدولة، وتذكروا أن الماء ليس رفاهية يمكن الاستغناء عنها!