لا يمكن أن ينسى رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد، ما شهدته تلك الأيام التي أعقبت انتخابه رئيسا لأول اتحاد سعودي منتخب، لمدة 4 سنوات، من تعابير الفرح والارتياح والتفاؤل لدى الوسط الرياضي السعودي عامة، وجماهير ومحبي كرة القدم السعودية بشكل خاص. فلم يقتصر الحرص لدى كل هؤلاء «آنذاك» على مجرد تمخض العملية الانتخابية عن ولادة أول اتحاد منتخب تحظى به كرة القدم السعودية، بل لازمه حرص مضاعف على أن يحظى هذا الاتحاد بالقيادة التي تواكب المهام المناطة بهذا الاتحاد، والأهداف المرتقب منه ترجمتها على أرض الواقع «تباعا»، وصولا لأهم الأهداف التي انتظرتها طويلا وبشغف واحتياج ملح، انتكاسة كرة القدم السعودية المزمنة، (ذلك هو كان حرصهم، وتلك هي كانت تطلعاتهم)!! لذلك أسعدهم «آنذاك» فوزك بقيادة هذا الاتحاد «الحلم» وعبروا عنه بكل ذلك الترحاب والتفاؤل، ولم يكن ذلك من فراغ، بل لما هو لك في تاريخ الرياضة عامة، وكرة القدم خاصة من سيرة زاهية وزاخرة بالعطاء والتميز والإنجازات، ولما هو لك من قبل ومن بعد في قلوب الناس عامة والوسط الرياضي السعودي خاصة، من صادق الحب والاحترام، نتاج ما حباك الله به من خصال الأخلاق الفاضلة. ذلك الرصيد الثمين واللامحدود من المحبين بمختلف فئاتهم وتنوع أدوارهم، لم يبخل عليك الكثيرون منهم بتسليط الضوء على أبرز مواطن الضعف والخلل التي لا يختلف عليها اثنان، وكان ذلك منذ نهاية الموسم الرياضي الأول، ولم يكن دافعهم إلى ذلك، رجاؤك المبكر من الجميع بأمانة النصح والمشورة، بل أيضا ما يسكنهم من حرص حقيقي على نجاح وسلامة مخرجات هذا الاتحاد المنتخب، لما كان يعول عليه من آمال كرة القدم السعودية، قبل أن تعصف بها مخرجات ما تعاقب من المواسم التي لم تزد القصور إلا تفاقما والقضايا إلا تراكما وردود الفعل إلا تهميشا. وقد كان العشم المتبقي، أن يصبح موسمنا الرياضي الحالي الذي هو بمثابة منحنى وداع لهذا الاتحاد، فرصة مواتية لتقويم ما يمكن تقويمه، عوضا عما مني ويمنى به من أحداث ومخرجات لم تزد وسطنا الرياضي إلا احتقانا لا يستهان بتبعاته وعواقبه، ويستوجب حزما وحسما من قبل المعنيين والغيورين على المصلحة العامة التي هي أهم من كل شيء، والله من وراء القصد. تأمل: معظم النار من مستصغر الشرر.