كان الوسط الرياضي السعودي وهو يتابع لحظة بلحظة تباشير ولادة حلم كرة القدم السعودية، المتمثل في أول اتحاد تحظى به، ويصغي بغبطة لاستعراض اتحاده الوليد، لما حفل به برنامجه الانتخابي من رؤى وخطط وتوجهات مبهجة، كان حينها هذا الوسط الرياضي يراهن بأن من شأن الشروع في مباشرة تنفيذ أولى خطط وخطوات ذلك البرنامج على أرض الواقع، أن يبعث الأمل مجددا لكرة القدم السعودية جراء ما ستشهده خلال سنوات هذه المرحلة الانتخابية «تباعا»، من نقلات نوعية مبشرة ومتصاعدة، بداية من العمل الجاد على «تشافي» كرة القدم السعودية من كل ما ألم بها وأعياها حتى أصابها بالسقم والهزال مما غيبها عن المحافل الرياضية بمختلف مستوياتها من أقصاها نزولا إلى أدناها، حتى أضحت أزمة كرة القدم السعودية المزمنة تروى لأجيال تعاقبت، من خلال اجترار ما كانت عليه في ماضيها التليد. كل هذا وسواه من أسى ومرارة انتكاسة كرة القدم السعودية راهن السواد الأعظم في الوسط الرياضي السعودي وهو يحتفي ويحتفل بمولد أول اتحاد منتخب لكرة القدم السعودية «في موسم 2012م»، أقول راهن الوسط الرياضي آنذاك أن كرة القدم السعودية ليس في طريقها للتشافي وحسب، بل أيضا إلى ما ينبئى بسرعة تعافيها واستعادتها لما كانت عليه من هيبة وحضور وتشريف وإنجازات. هذا الحلم الكبير والمتمثل في اتحاد كرة القدم السعودي المنتخب، لم يحظ بما حظي به آنذاك، من ابتهاج وتفاؤل من قبل كل المحبين والغيورين على كرة القدم السعودية، لا لكونه أول اتحاد منتخب فقط، بل أيضا لأن من تولى قيادة دفة الاتحاد يمتلك مسبقا «ما هو مستحق» من الحب والتقدير لدى الوسط الرياضي عامة، ولذلك لم يكن مستغربا مناشدة رئيس الاتحاد للجميع بأن يعتبروا أنفسهم شركاء له في كل ما يعينه بعد الله على ترجمة الحلم الكبير إلى واقع. وذلك ما عزز من ثقة الوسط الرياضي بكل أطيافه وجعله يمارس دوره المشروع والمنشود بكل أمانة وشفافية منذ محصلة الموسم الرياضي الأول، منبها إلى ما تخلله من قصور بعض لجان الاتحاد، ومبديا خشيته من تعثر مسار ترجمة «الحلم الكبير» إن لم تتم معالجة الخلل أولا بأول، إلا أن كل ذلك ظل يقابل بالتهميش فضلا عن اتخاذ مواقف من كل الناصحين، بينما ظلت اللجان تتزايد في ملء المواسم المنصرمة بالأزمات أمام صلاحيات «معطلة» حتى أصبح المتبقي من عمر «الحلم الموءود» لا يفي حتى بعلاج ما تراكم من أزمات بعض اللجان.. والله من وراء القصد. تأمل: الدين النصيحة. فاكس 6923348