رفض الشاب ظافر محمد الشهراني الاستسلام للإعاقة، وإصابته بشلل رباعي إثر حادث سير تعرض له قبل ثماني سنوات، بل تسلح بكثير من الأمل والإرادة والإصرار حتى تمكن من العودة لقيادة السيارة بواسطة تحريك رقبته وذقنه. وروى «سفير الأمل» (كما يحب أن يطلق على نفسه) ل «عكاظ» قصته مع الإعاقة التي بدأت في عام 2008م حين تعرض لحادث سير على طريق الرياض - أبها، برفقة أربعة من زملائه، فغلبه النعاس، وانحرفت المركبة إلى جانب الطريق، وانقلبت مرات عدة ونتج عنه، إصابته بكسر في عنقه ودخل في غيبوبة، وتوفي اثنان من رفاقه، وأصيب الرابع بكسر في الظهر وأصبح مشلولا نصفيا وفقد الذاكرة تماما. وبين الشهراني أن قلبه توقف ثلاث مرات أثناء غيبوبته، ونقل من وادي الدواسر بالإخلاء الطبي إلى الرياض، ومكث في العناية المركزة في مدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية قرابة عام، ولم يكن هناك أمل يلوح في الأفق حتى فاق من الغيبوبة، وأخبره الطبيب المعالج أنه أصبح رقما جديدا في قائمة ذوي الاحتياجات الخاصة و يؤكد إصابتي بالشلل الرباعي. وقال الشهراني: «حينها دويت بصوت مجلجل أندب فيه حظي، ولكن مالبثت حتى تداركت الأمر و فوضت أمري لرب العالمين، وبعد تنقلات عدة بين مراكز التأهيل الشامل الحكومي والخاص تدربت على التكيف مع كرسي متحرك كهربائي اتنقل به في الأماكن المغلقة كالمجمعات التجارية وزيارة الأهل والأصدقاء لعلي أخرج من العزلة التي زادت من أوجاعي الصحية و النفسية»، مشيرا إلى أنه تعلم استخدام الهواتف الذكية لتكون نافذة يطل من خلالها على العالم عبر برامج التواصل الاجتماعي وذلك باستخدام اللسان في كتابة الرسائل النصية والمشاركة عبر تطبيق الواتساب، حتى أصبح قادرا على كتابة 100 حرف في الدقيقة الواحدة. ولم يقف إصرار وعزيمة «سفير الأمل» عند هذا الحد، بل التحق بأحد المراكز المتخصصة لإصابات الشلل الرباعي في الولاياتالمتحدة، وبعد برامج تدريب مكثفة، تمكن من قيادة سيارة مجهزة لذوي الاحتياجات الخاصة بواسطة تحريك رقبته وذقنه، وينتظر موافقة الجهات الرسمية في أمريكا حتى تصدر له رخصة رسمية تمكنه من القيادة في الطرقات العامة.