رغم أن الغموض ما زال يسيطر على السبب الحقيقي الذي دفع عضو المجلس البلدي في جدة لمى السليمان إلى الانسحاب، إلا أن عددا من نساء جدة وجدن العذر لها في تقديم استقالتها من العضوية لما واجهته من ضغوط متعددة يجب أن تسجل فيها موقفا واضحا يحفظ للنساء حقهن في الوجود بما يحقق الهدف من مشاركتهن في المجالس البلدية. وبلغة التحالفات انضمت عدد من السيدات إلى موقف لمى رغم يقين الكثيرات بأن الأمر ما زال يشوبه الكثير من الغموض. وتصف بسمة السيوفي (مستشار إداري وتربوي) استقالة لمى بأنها «أمر طبيعي»، و«من المؤكد أن لها سببا قويا دفعها إلى ذلك، خصوصا موضوع المكان الذي يجب أن تجلس فيه العضوات، فلا يصلح موقع منعزل، وكان يجب ألا يتعنت الأعضاء في هذا الأمر، لذا الانسحاب أفضل رد». واعتبرت صوتها الذي منحته للعضو لمى جاء لثقتها والأخريات في دورها "فهي جديرة بالثقة، ولكن الأصوات ذهبت سدى، وفي هذا الجانب لا تلام لمى ولكن أعضاء المجلس هم من دفعوها للاستقالة، وكان يفترض أن تخلف سيدة لمى في المقعد البلدي وليس رجلا حتى ولو حظي بعدد أكبر من الأصوات لتتلمس حاجات النساء. وترى سارة بغدادي (سيدة أعمال) أن المجلس البلدي هو الذي خسر لمى السليمان لأن لها تجارب وخبرات متعددة كان يمكن أن تستفيد منها جدة ولها أفكار خلاقة ونيرة وشخصية فعالة لديها إمكانات كبيرة والغرفة التجارية بجدة تشهد لها بذلك، وخسارة المجلس البلدي لمثل هذه الشخصية لا يعوض. وتعتقد لينا المعينا أنه «من المؤكد أن لمى السليمان شعرت بعدم استطاعتها تحمل الشعور الذي أحست به من الأعضاء، بأنها ليست في مستوى الكفاءة، وأن العمل يتم على أساس اختلاف الجنس وليس معيار الكفاءة المهنية أو العملية والخبرات». وترى أن استقالتها حق من حقوقها «وهذا لا يعني خذلان من انتخبها من بنات جنسها، خصوصا أن وجودها في المجلس ليس لإقناع الأعضاء بوجودها بل للقيام بمهماتها».