العاطفة تجاه الحيوان والرفق به قادت الكثير من الفتيات في جدة إلى تحويل هواية التربية إلى عمل إنساني كبير، وجمعيات أهلية تعتني بالحيوانات المحتاجة للمساعدة. سارة عبدالفتاح واحدة من الفتيات اللاتي قادها الحب والشفقة على الحيوانات المصابة إلى إنشاء عيادة صغيرة في منزلها لعلاج الحيوانات المصابة. تحكي سارة عن بداياتها فتقول: «بدأت قصتنا مع الحيوانات الأليفة منذ الطفولة، فأنا أكبر إخوتي السبعة، وأصغرنا في الصف السادس الابتدائي، كنا نرى والدي ووالدتي يساعدان الحيوانات الأليفة في حينا، ويجلبانها للمنزل ويساعدانها بتلقي العلاج، وما إن امتلك والدي بيتا كبيرا، حتى خصص جزءا من المنزل حجرة مجهزة للعلاج والرعاية، ذلك الشيء نمى فينا أنا وإخوتي العطف على الحيوانات». تطور الأمر مع سارة وأشقائها حينما علم طبيب بيطري في عيادة كانوا ينقلون فيها الحالات المصابة أن ما يقومون به ليس للمتاجرة، وإنما صدقة لوجه الله، فقرر أن يكون العلاج بمبلغ رمزي ويشاركهم المشروع الخيري، لتنهال على سارة وأشقائها الكثير من الحالات. سألنا سارة: لماذا لم تنشئوا حسابا في الانستغرام؟ فردت: «سوف تزيد المهمات ونحن مشغولون ولن نستطيع تلبية احتياج كل من يراسلنا، لذا قررنا أن نبقي المشروع بين الأقرباء والجيران، ولم نستطع أن نلبي كل الطلبات، فأعداد كبيرة من القطط تفد إلينا». بشاير الصمداني فتاة أخرى أنشأت حسابا تطوعيا لرعاية الحيوانات المحتاجة للرعاية، وأرادت من المشروع أن تحقق خطوة إنسانية في مجتمع لا يعبأ بالحيوان. تحكي بشاير عن التجربة فقالت: «بدأت الفكرة عندما وجدنا حسابات لأربعة فرق تطوعية تهتم بالحيوانات الأليفة في الرياض والدمام ولا يوجد مثلها في جدة، فقررنا أنا وصديقتي إنشاء حساب تطوعي للاهتمام بالحيوانات الأليفة، ومن باب الصدفة أيضا وجدنا حسابا رسميا على تويتر يتبنى الحيوانات الأليفة، خصوصا القطط المنزلية التي يقوم أصحابها برميها في الشارع، وبعد علاجها يعرضها لمن يرغب بالتبني، فتعاملنا معه تطوعا، وبسبب انشغاله الدائم فكرنا أن نخفف الضغط عليه قليلا بإنشاء «مجموعة» خاص لي أنا وصديقتي، وبالفعل تم إنشاء «مجموعة» ولدينا مأوى منزلي لهم ويساعدنا فيه متطوعون آخرون، يجلبون القطط من الشارع ونقوم بنقلها للعيادة لمعالجتها وعرضها للتبني». فريق بشاير وصل عدده الآن لستة متطوعين، بدأ منذ ثلاث سنين، ووجدوا الكثير من المتبرعين الذين يقومون بالمساهمة في علاج القطط. بشاير وأصدقاؤها أطلقوا على قروبهم (pets in need). هتون جنبي، تهوى تربية القطط، وترى أن الصدقة على القطط والرفق بها فيه إشباع للإنسانية وفطرة يجد صاحبها السعادة في الدنيا والأجر في الآخرة.