عرضنا في الحلقة السابقة من هذا التحقيق، حصيلة لقاءاتنا مع عدد من الأطباء البيطريين، حول هواية اقتناء الحيوانات الأليفة.. وقدمنا عددا من الأرقام والمعلومات الخطيرة التي لا تخلو من مغزى في هذا السياق. وفي هذه الحلقة الثانية والأخيرة سعت “شمس” إلى الالتقاء بعدد من عشاق هذه الحيوانات وهواة تربيتها؛ وبخاصة القطط والكلاب.. في محاولة لاكتشاف خفايا هذا العالم.. وكانت المفاجأة أننا عثرنا على معلومات وأرقام جديدة، لا تخلو من الطرافة والإثارة أيضا. بعض هذه الأرقام يقول: “إن تكلفة رعاية الحيوان سنويا تقترب من ستة آلاف ريال”.. وأخرى تقول: “إن إحدى المحاكم السعودية حكمت على أحد اللصوص بالسجن عشر سنوات والجلد ألف جلدة؛ لاستغلاله وحشية كلبه في افتراس ضحاياه وسلبهم أموالهم”.. وثالثة تكشف، أن “هناك فتوى لهيئة كبار العلماء بتحريم بيع الحيوانات الأليفة، صدر بشأن تنفيذها أمر من إمارة الرياض”. فماذا في التفاصيل؟ هواة ومقلِّدون في البداية قال أمين بائع أحد محال الحيوانات الأليفة: هناك نوعان من مربي الحيوانات الأليفة، النوع الأول يقلِّد الآخرين، وهذه الفئة أكثرها من الأطفال، والنوع الآخر هم الهواة. وأضاف: “إن الهواة معروف عنهم أنهم إذا اقتنوا شيئا، فإنهم يقتنونه عن حب”. وذكر أن الناس في الغرب يتباهون بالظهور مع حيواناتهم الأليفة، أما لدينا فإنهم لا يظهرون مع حيواناتهم؛ بسبب العادات والتقاليد. أشاهدها فقط وذكرت شروق وهي من هواة مشاهدة الحيوانات الأليفة: “أنا آتي للمشاهدة فقط”، وأضافت: “إن تربية بعض الحيوانات الأليفة لا بأس بها، لكن تربية القطط والكلاب فيها تشبُّه بالنصارى”. وأوضحت، أن هناك من المسلمين من يربي هذه الحيوانات مع الأسف. وقالت: “للعلم هناك حديث شريف للرسول صلى الله عليه وسلم يفيد معناه بأن الكلاب تنقل 57 نوعا من الأمراض، وأن القطط تنقل ثلاثة أنواع”. وأضافت: “إن نتائج الدراسات جاءت متوافقة مع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم”. كلب.. مفاجأة أما طارق فذكر قصة تعرض لها دكتور جامعي يعمل أستاذا في إحدى الكليات بالرياض. وقال: “عندما خرج الدكتور مع أطفاله وزوجته من منزله، فوجئ بكلب ضخم الجثة يتربع أمام المنزل، ومنعه هو وعائلته من الخروج”. وأضاف: “إن الرجل اضطر هو وعائلته إلى العودة داخل المنزل، بعد أن باءت كل محاولاته بالفشل”. وأضاف: “إنه لجأ إلى الاتصال بفرق دوريات الأمن، حيت توجهت إحداها إليه، وتمكنت من معالجه الموقف، بعد الاستدلال على صاحب الكلب، الذى كان يسكن فى الحي نفسه، وكان يستعين به للحراسة”. قطي متغيِّر! في إحدى العيادات البيطرية التقت “شمس” أحد المراجعين فضّل عدم ذكر اسمه وسألته عن سبب مجيئه إلى العيادة فقال: “لديّ قط يفقد من وزنه يوميا.. ومن شدة قلقي عليه أتيت به إلى هذه العيادة؛ بوصفها الأفضل، بما أنها عيادة متخصصة.. أما غيرها فيعامل الحيوان معاملة سيئة؛ لعدم درايتهم بكيفية التعامل معه”. وأوضح: “في أحد الأيام أتيت بقطتي إلى إحدى العيادات، حيث كانت في حالة ولادة، وعند رجوعي للاطمئنان عليها، وجدت أنهم أجروا لها عملية فتح بطن، وأزالوا رحمها، كل ذلك لعدم معرفتهم بعملهم، وقد حصلت لبعض أصدقائي أيضا”. سلامة قطتي كما التقينا مراجعا آخر يدعى فواز، وسألناه عن سبب مجيئه فقال: “أنا آتي إلى هذه العيادة بصورة منتظمة؛ لإعطاء التطعيمات اللازمة لقطتي؛ حفاظا على سلامتي وسلامة عائلتي أولا، ثم سلامة قطتي التي تنام معي في الفراش نفسه؛ وذلك لضمان السلامة من الأمراض المعدية”. كما تحدثنا إلى إحدى المراجعات أمريكية الجنسية فقالت: “عندما كنت في بلدي كنت أراجع العيادة المختصة لعلاج حيواناتي، وعند مجيئي إلى الرياض بحثت عن أفضل العيادات المتخصصة، إلى أن وجدتها فصرت عميلة دائمة لديهم”. وأضافت: “قطتي لديها ملف خاص بمتابعتها في هذه العيادة.. وأنا أحرص على متابعة التطعيمات الخاصة بالدود وغيره لحمايتها من الأمراض”.