ثمن ناشرون مشاركون في معرض الرياض للكتاب للجنة المطبوعات مرونتها في التعامل مع الفسح السريع للكتب، واعتماد آلية حضارية في التواصل مع الناشرين في حال وجود ملاحظات على بعض الكتب. وأوضح ل«عكاظ» الناشر ماهر الكيالي من دار الدراسات العربية أن «لجنة الرقابة على المطبوعات تسجل هذه الدورة إيجابية من خلال احترام الناشرين وفتح الحوار حول بعض العناوين وتفهم متاعب الناشر، والأعباء التي يتحملها في سبيل طباعة الكتاب وتوزيعه». مؤملا أن «يرتقي الناشرون إلى مستوى التعامل الراقي من لجنة المطبوعات، ويتجنبوا عرض أو بيع الكتب المستفزة بعناوينها، كون الناشر المميز من يحرص على تقديم أكبر عدد من العناوين دون إثارة أو دخول في تحديات تسبب المنع أو الحجب أو تدخل في إشكالات». فيما أبدى عدد من زوار المعرض من الجنسين ارتياحهم لتعامل أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وتوقفت «عكاظ» مع عدد من مسؤولي الهيئة الذين أظهروا دماثة الخلق وحسن التعبير والترحاب ما يسجل في صفحة الإيجابيات، وأكدوا أن حسن التنظيم والترتيب للمعرض ووعي المواطنين والمواطنات بأهمية الكتاب، والالتزام بضوابط وشروط المعرض تريح أعضاء الهيئة والمواطنين. لافتين إلى أن «دور أعضاء الهيئة تكاملي مع بقية الجهات المنظمة للمعرض». مؤملين أن «تستمر فعاليات المعرض على الوتيرة الإيجابية ما يعزز مكانة معارض الكتب في المملكة ويراكم خبرة القائمين عليها». مشيرين إلى أن «البعض يتحسس من وجود رجال الحسبة في المعرض دون أن يتواصل أو يحاور أو يزور». فيما قلب متحدثون أوراقا من كتاب الذاكرة الدبلوماسية السعودية ممثلة في الأمير سعود الفيصل وتناول وكيل وزارة الخارجية الأمير تركي بن محمد بن سعود جانبا من السيرة الدبلوماسية لأعرق وزير خارجية في القرنين العشرين والواحد والعشرين. مؤكدا حرص الأمير الراحل على تحقيق أهداف المملكة على الساحة الدولية، من خلال مواقفه الواقعية والبناءة. مشيرا إلى مزايا مهندس الدبلوماسية السعودية الشخصية ومنها سعة المعرفة والاطلاع والحكمة ما أكسبه ثقة واحتراما واسع النطاق. من جهته وصف الدكتور عبدالعزيز أبوزنادة الأمير الراحل بالحريص على القيم والمبادئ العربية والإسلامية كون الدبلوماسية السعودية تنطلق من مبادئ وثوابت أصيلة نابعة من العقيدة الإسلامية السمحة وقواعد متينة وراسخة في مجال التعاون البناء والتعايش السلمي وحسن الجوار وتعزيز العلاقات عربيا وإقليميا ودوليا بما يخدم المصالح المشتركة إلى جانب الدفاع عن القضايا العادلة أينما وجدت، ودعم حوار الحضارات والثقافات ما عزز سمعة المملكة على الصعد الإقليمية والدولية وأكسبها احترام العالم بأسره. موضحا أن الدبلوماسية السعودية نجحت في حشد التأييد والدعم لنصرة الأشقاء في كل المواقع والمواقف انطلاقا من دعائم العدل ونصرة المظلوم وتعزيز العلاقات مع الدول كافة. وقالت الباحثة اليونانية باراسكيفي في ندوة «الثقافتان العربية واليونانية» إن الحضارة اليونانية كانت لتختفي لو لم تعتمد على الحضارة العربية الذكية، التي حافظت عليها، وساهمت في أعظم إثراء للحضارة البشرية، وقدمت شكرها للعرب على مساهمتهم في الحضارة الإنسانية. فيما تناول أستاذ الدراسات العليا في الأدب والنقد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور حمد بن ناصر الدخيل أثر الثقافة اليونانية على الأدب العربي القديم، من منطلق تأثير الثقافات على بعضها، لاسيما أن الثقافة اليونانية تأثرت بالحضارات السامية التي نشأت في الشرق. مضيفا أن الحضارة اليونانية نضجت في العصر الأثيني، وتوجت بفتوحات الإسكندر المقدوني في الشرق، الذي تتلمذ على يد الفيلسوف اليوناني أرسطو. وتحدث الدكتور عبدالرحمن الحبيب عن أثر الفلسفة اليونانية في الفكر العربي، وقال إن الآراء الفقهية اضطرت للدخول في فلسفة اللغة لتفسير وتأويل وشرح النص المقدس، ثم دخلت في تفرعات فلسفية أخرى، وربما كان ممهدا لدخول الفلسفة اليونانية وتأثر الفكر العربي بها. وقال إن الأعمال الفلسفية اليونانية ترجمت إلى اللغة العربية، وبلغت ذروتها في العصر العباسي الثاني، ويعد تأثيرها هو ثاني مؤثر بعد الدين الإسلامي على الفكر العربي، عبر ترجمة التراث اليوناني. أما عن الموقف العربي من الفلسفة اليونانية، فقال الدكتور الحبيب إن مواقف المفكرين العرب من فلاسفة وفقهاء ومؤرخين وأدباء تجاه الفلسفة اليونانية تقسم إلى ثلاثة مواقف: الأول موقف جمهور الفلاسفة العرب المؤيد والمرحب بدراسة وتعليم الفلسفة اليونانية، وبعضهم يعتبرها ضرورة عقلانية للتعامل مع النص الديني، فضلا عن التعامل مع الحياة الدنيوية. أما الموقف الثاني فهو نقيضه تماما، ويرى أن لا حاجة لهذه الفلسفة بالجملة، بل هي مفسدة للدين والعقل، ومن أشهر القائلين بذلك ابن تيمية وابن قيم الجوزية. أما الموقف الثالث فيرى التمييز بين أجزاء هذه الفلسفة، فالمنطقيات والطبيعيات (فيزياء، طب، كيمياء، زراعة) نافعة، بل يجب تعلمها عند بعضهم، مثل الغزالي وابن حزم الأندلسي، ولا مانع منها، مثل ابن خلدون.