منذ ال27 من فبراير الماضي، تعيش المنطقة حالة من الذهول، بعد أن احتضنت قاعدة الملك خالد العسكرية بمدينة حفر الباطن شمال شرقي المملكة، مناورات عسكرية ضخمة، اشتملت على أكثر من 350 ألف جندي من 20 دولة عربية وإسلامية، ويبدو أن خلف المناورات رسائل للعالم لإظهار عزم الدول المشاركة بقيادة الرياض لردع قوى الشر والتطرف ومحاربة الإرهاب، كما أعلنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عبر حسابه في موقع «تويتر». ويرى مراقبون أن الرسالة السعودية بدأت واضحة منذ اليوم الأول، وقبيل التحضير للمناورات، إذ تؤكد المملكة دوما على أهمية محاربة الإرهاب وقوى الشر والظلام في المنطقة، الساعية لهز الاستقرار والاقتتال الأهلي في البلدان العربية. وشكل التحالف الإسلامي (أكثر من 35 دولة) المعلن عنه في منتصف ديسمبر الماضي بالعاصمة السعودية (الرياض)، صدمة لزبانية التطرف وداعمي الإرهاب والساعين إلى السير قدما نحو الاقتتال الطائفي، ولم تمض ال72 يوما عن إعلان التحالف، حتى أعلنت الرياض عزمها على إجراء أكبر مناورة عسكرية في تاريخها وفي تاريخ المنطقة تحت مسمى «رعد الشمال»، ويبدو أن في المسمى دلالات سياسية على قدرة المملكة في إنجاز الملفات الشائكة والمهملة دوليا بحسب مراقبين عرب. المناورات العسكرية كان لميدانها زخم كبير، إذ يشكل التجمع العسكري الأول من نوعه من حيث عدد الدول المشاركة، إذ شاركت الدول ال20 بأكثر من 20 ألف دبابة، و2540 طائرة مقاتلة، و460 طائرة مروحية، ومئات السفن، و350 ألف جندي. وتعتقد الدول المشاركة في تمرين رعد الشمال أن المشاركة أمر حتمي وضروري، حتى أن باكستان أكدت إيجابية التمرين في مساعدة الأمة الإسلامية في مكافحة ظاهرة الإرهاب والتطرف، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السعودية من المتحدث باسم الخارجية الباكستانية نفيس زكريا. ويبدو أن الشعوب العربية باتت أكثر أريحية ومشجعة بطريقة مباشر للتحالف العسكري الإسلامي وما انبثق عنه من مناورات «رعد الشمال»، إذ شهد مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلا كبيرا، حتى تسيد وسم «رعد الشمال» أحد أكثر المواقع التواصلية في المنطقة.