وسط بوادر بحرب مسلحة بين القوى الشيعية، هدد التيار الصدري في العراق الذي يتزعمه رجل الدين مقتدى الصدر باقتحام المنطقة الخضراء، حال عدم تنفيذ الإصلاحات التي وعد بها رئيس الوزراء حيدر العبادي، الذي طالب الكتل السياسية باحترام الدستور. ورفض التيار الصدري في بيان أمس كل أنواع التهديدات والعنف لفرض الآراء لأغراض شخصية تنعكس سلبا على العراق.كما ورفض التيار الصدري أيضا الإصغاء لما يقوله العبادي وخرج الصدر ليطلب من البعثات العربية والأجنبية مغادرة البلاد فورا حرصا على سلامتها .إذ اعتبر بعض المراقبين أن هذا الطلب هو بمثابة إعلان الحرب الأهلية بين التيارات الشيعية التي تتنازع حكم العراق. وتزامن طلب الصدر للبعثات الدبلوماسية مغادرة العراق مع إعلان التيار احتجاز نائب رئيس الوزراء المستقيل بهاء الأعرجي في لجنته الحزبية المخصصة لمحاربة الفساد لمدة 3 أشهر داعيا «كل من لديه شكوى أو حقوق في ذمة المدعو من داخل العراق أو خارجه الحضور إلى مقر اللجنة». ودعا الصدر الهيئة السياسية للتيار الصدري إلى تفعيل «قانون من أين لك هذا» مع الأعرجي ووزيري الصناعة محمد الدراجي والموارد المائية محسن الشمري وتقديمهم للنزاهة والقضاء بمدة أقصاها 72 ساعة وتعهد ب «رفع الضغوط» عن القضاء العراقي ب «طريقته الخاصة». وفي تطور مفاجىء هدد زعيم إئتلاف دولة القانون نوري المالكي، العبادي باستخدام نفوذه في الجيش والحشد الشعبي لإيقاف التظاهرات الصدرية. وفق ما أبلغه ل «عكاظ» مصدر في رئاسة الحكومة العراقية متابعا أن «المالكي قال للعبادي إنه سيستخدم علاقاته بالجيش والحشد لإيقاف التظاهرات». في غضون ذلك أعلنت مصادر محلية وطبية ارتفاع حصيلة قتلى الهجوم الانتحاري الذي استهدف حاجزا للتفتيش شمال مدينة الحلة، كبرى مدن محافظة بابل جنوببغداد، إلى 60 قتيلا وأكثر من سبعين جريحا. وكانت الشرطة أعلنت في وقت سابق مقتل 29 شخصا في التفجير الدامي.