فتحت الشؤون الصحية في الطائف تحقيقا عاجلا مع مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي لمعرفة مدى تلقي أحد المرضى الخدمة المطلوبة، وصحة تشخيص مرضه، وأسباب تأخير تنويمه في العناية المركزة، والظروف التي صاحبت فترة انتظاره لتوفير سرير، وذلك بعد تدهور حالته الصحية وشكوى ذويه من إهمال المستشفى له. وحسب تأكيد متحدث صحة الطائف سراج الحميدان ل«عكاظ» فقد وجه مدير الشؤون الصحية الصيدلاني صالح المؤنس بإجراء التحقيق مع المستشفى، وجرى أمس (الاثنين) شخوص لجنة مكونة من مختصين في الشؤون الصحية إلى المستشفى بإشراف المساعد للخدمات العلاجية بهذا الخصوص. وبين أن نتائج أعمال اللجنة ستعلن في حينه وبكل شفافية. ولفت إلى أن الشؤون الصحية استوضحت المستشفى عن حالة المريض تركي محمد الفيفي (17 عاما) بعد ورود شكوى من ذويه بإهماله، واتضح من خلال رد المستشفى أنه أدخل له يوم 13/5/1437 عند ال11 ليلا بعد تعرضه لكسر في الحوض في حادثة مرورية، وأجريت له الفحوصات الأولية التي أثبتت سلامة البطن والعمود الفقري من الإصابات وكانت حالته مستقرة آنذاك، حيث جرى تنويمه تحت إشراف استشاري العظام وتقرر أن ينوم لمدة تراوح بين ستة إلى ثمانية أسابيع مع إعطائه المسكنات والأدوية اللازمة، إلا أنه نظرا لحدوث صعوبة في التنفس وانخفاض مستوى الأوكسجين في الدم جرى استدعاء أطباء الصدر، وشخصت حالته باشتباه جلطة رئوية ووضعه تحت الأوكسجين والعلاج المناسب، ونصح بنقله إلى العناية المتوسطة، غير أنه لم يلتزم بالخطة العلاجية والتعليمات، وكان يتحرك ولم يلزم الفراش، ونزع عنه قناع الأوكسجين، ولم يمتنع عن الأكل لإجراء الأشعة. وأضاف الحميدان «وفقا للمستشفى انخفضت نسبة الهيموجلوبين في دم المريض إضافة إلى شكواه من آلام أسفل البطن، وجرى عمل أشعة مقطعية واتضح وجود تجمع دموي وغازي خلف الغشاء البريتوني في البطن، وتقرر إجراء عملية استكشافية بفتح البطن، إلا أنه لم يصم لذلك أجلت لصباح اليوم التالي، وبعد إجرائها كانت حالته مستقرة، إلا أنه أصيب بحالة توتر وهياج ونزع الأنبوب المثبت في وريده، ما تسبب في نزول بعض الدم على شرشف السرير، وبعدها تدنت نسبة الوعي لديه، واستلزم وضعه على جهاز التنفس الاصطناعي ولم يتم توفير سرير له من الرابعة صباحا حتى الرابعة عصرا، وأدخل بعدها العناية المركزة ولا يزال منوما فيها». من جهته، قال شقيقه سلطان محمد الفيفي ل«عكاظ» إن أطباء المستشفى أبلغوه بأن حالته حرجة وينتظر الدعاء فقط، معتبرا أن الإهمال تسبب في وصوله إلى هذه الحالة، بدليل أنه ظل 12 ساعة في قسم الطوارئ بلا سرير تنويم وهو يئن من شدة آلامه ودمائه تسيل على ملابسه. وأضاف «شقيقي دخل المستشفى في كامل وعيه ويسير على قدميه، لكن الإهمال أوصله إلى هذه الدرجة، وأطالب بمحاسبة المتسببين».