ماذا يعني تخلف لبنان عن الإجماع العربي وامتناعها عن التصويت على بيان الوزاري العربي المدين للاعتداءات الإيرانية على الممثليات الدبلوماسية السعودية خلال الاجتماع الطارئ الذي احتضنته الجامعة العربية في القاهرة، وكيف تفسر لبنان ذلك والعلاقة السعودية اللبنانية الممتدة تاريخيا. «عكاظ» واجهت السفير اللبناني في الرياض عبدالستار عيسى بتلك الأسئلة، حيث أكد في بداية حديثه أن العلاقات اللبنانية السعودية علاقات ضاربة منذ القدم ومتميزة حتى إنها تتخطى العلاقات التقليدية بين دولتين سواء على الصعيد الرسمي والشعبي. وبرر السفير عيسى امتناع لبنان عن التصويت للقرار العربي قائلا: نحن دائما مع الإجماع العربي وقرار لبنان بالامتناع يعني أننا لم نرفض القرار بل امتنعنا فقط، ونحن بالطبع ندين بأشد العبارات ونتضامن بأقصى حدود التضامن مع المملكة ومع كافة الدول العربية ضد أي اعتداء يمسها أو يمس أمنها، ولكن في نفس الوقت ونظرا لحساسية التركيبة السياسية اللبنانية فقد كان هناك عبارات ضمن القرار جعلت لبنان ترتأي أن نمتنع عن التصويت بخصوصها حفاظا على وحدتنا السياسية بلبنان وعلى استقرارنا، وهو أمر لا يخفى على أحد في ظل الوضع الداخلي السياسي اللبناني الذي يمكن أن يتأثر. وفي الوقت نفسه أفصح السفير اللبناني عن إدانة بلاده بأشد العبارات للاعتداءات الإيرانية على البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران ودعمها للموقف العربي. وفي رده على من يقول إن قرار الامتناع يؤكد أن لبنان مختطفة من حزب الله، قال السفير عيسى «إن حزب الله لديه وزراء بالحكومة اللبنانية وهذا جوابي». وبشأن التدخلات الإيرانية في الخليج ومحاولات زعزعة الأمن والاستقرار في دوله شدد عيسى قائلا: إن لبنان يدين التدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية وحريص كل الحرص على احترام القانون الدولي ومبادئ عدم التدخل في شؤون الغير. وحول دعوة المملكة لإنشاء تحالف إسلامي ضد الإرهاب والمشاركة فيه، أكد السفير اللبناني أن رئيس الوزراء تمام سلام رحب بالدعوة كون لبنان مازال يعاني من هذه الآفة.