أكد الأمين العام لحلف الناتو ينس ستوتلبيرغ أن مطلب المملكة العربية السعودية بإقامة منطقة آمنة شمال سورية، مطلب صائب وإستراتيجي. وأشار إلى أن الناتو سيعمل على تشديد الرقابة على الحدود السورية التركية. وسيؤيد أعضاؤه كل المقترحات والخطط الواردة من أعضاء التحالف الدولي من أجل تقويض انتشار الإرهاب وإيجاد حل ولو كان عسكريا للأزمة السورية، طالما أن الحلول السياسية لم تنفع في كل المحاولات. وأضاف ستوتلبيرغ في حوار أجرته «عكاظ» أن جهود المملكة في مكافحة الإرهاب ليست جديدة، فهي شكلت تحالفا قبل شهرين لمكافحة الإرهاب وأن هذا التحالف وجه ضربات موجعة لمعاقل تنظيم داعش. وأكد أن «التدخل الروسي على الأرض وقصفه للمدن السورية دفع بتهجير الأهالي من بيوتهم وفتح المدن أمام تنظيم داعش لاحتلالها». كيف يتعامل الناتو مع المقترح السعودي لدخول قوات برية إلى سورية لقتال تنظيم داعش؟ أولا دعيني أقول إن مطلب المملكة في تشكيل منطقة آمنة في المناطق الشمالية هو إستراتيجي وصائب، وفي حال تدخلت قوات التحالف بريا إلى الأراضي السورية، سنشكل لها غطاء إستراتيجيا، بحيث تفك الحصار عن المدن المحاصرة وتقوض تقدم تنظيم داعش. كما نعمل بالتنسيق مع المملكة حول مقترحها وإمدادها بالقضايا اللوجستية التي يجب توفيرها لمثل هذه العمليات في حال اعتمدت خطة واضحة مع دول التحالف المشاركة في محاربة الإرهاب. لأن المملكة لا يمكن أن ترسل قواتها وحدها على الأرض، بل يجب دراسة كل الخطط من أجل تفعيل الإستراتجيات اللازمة وتفعيلها ميدانيا. هل أنتم مع هذا المقترح السعودي لقتال داعش بريا في سورية؟ نحن مع جميع الجهود الرامية إلى إيجاد حل للأزمة السورية، وجميع أعضاء منظمة الحلف الأطلسي هم جزء من التحالف ضد داعش وعلينا التنسيق مع كل التحالفات التي تشكلت في المنطقة لمحاربة هذا التنظيم. وأعضاء الحلف يدرسون كل الاحتمالات الممكنة لمحاربة داعش وسيتم إرسال طائرات إنذار مبكر«أواكس» إلى سورية لتقديم المساعدة للحلفاء في محاربة هذا التنظيم، وستشكل غطاء جويا في حال التدخل البري. إذن أنتم مع المقترح عمليا؟ بالطبع إن دعم منظمة الحلف الأطلسي لمقترحات الدول الخليجية المتعلقة بمكافحة الإرهاب هي مشروعة، نظرا للخطر والتهديد الذي يمثله الإرهاب في المنطقة، خاصة أن بعض الدول الغربية وحتي دول من المنطقة، كإيران تستعمل «الشرعية الدولية» لتكريس سيادة داعش في المنطقة وانتشارها خارج حدود سورية والعراق. لذلك نرى في المقترح السعودي الذي تمت مناقشته في اجتماع أعضاء الحلف الأطلسي ببروكسل مع وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، إستراتيجية صائبة ، إذا توفرت لها الضمانات اللازمة، وهو ما نسعى لتوفيره. إذ إن القرار السعودي بإرسال قوات برية إلى الأراضي السورية محصورة في محاربة داعش في سورية فقط دون العراق ولن تكون بصورة منفردة، وإنما بمشاركة الولاياتالمتحدة، التي رحبت بالمقترح السعودي، وكذلك ودول التحالف المحاربة لتنظيم «داعش» في سورية فقط. هل من تدريبات عسكرية في المنطقة لمواجهة التنظيم؟ الحلف سيطلق قريبا برنامجا لتدريب ضباط عراقيين في أراضي الأردن. ويمثل هذا البرنامج مساهمة جديدة من جانبنا في محاربة تنظيم «داعش». قبل التدخل البري يفترض وجود منطقة آمنة.. هل لديكم تصور عن هذه المنطقة؟ تأسيس المنطقة الآمنة ضروري لأمن الكثير من الدول التي يمكن أن تشن حربا برية ضد تنظيم داعش، وهو مطلب صائب وإستراتيجي، خصوصا أن هذه المنطقة ستكون ملاذا للفصائل السورية المعتدلة.