تحولت تجارة المخدرات مع نظام الملالي في طهران إلى مصدر مهم لتمويل الإرهاب، وهي تجارة لم تقتصر على النظام وحده بل يشارك فيها كل الميليشيات الطائفية التابعة له خاصة حزب الله ليكون النظام الإيراني تاجر المخدرات الأول في العالم بالتعاون مع الكارتيلات الدولية . إدانة النظام وإن ظهرت في كثير من التقارير الغريبة وغير الغريبة إلا أنها أخيرا جاءت على لسان وزير داخلية نظام الملالي نفسه حيث كشف عبد الرضا رحماني فضلي، ووفقا لصحيفة «إيران الرسمية» إن الأرباح الخيالية لتجارة المخدرات في إيران التي تتجاوز 100.000 مليار ريال إيراني سنويا، تهز أركان اقتصاد البلاد، وأن الدورة المالية السنوية الهائلة لهذه التجارة قد أفسدت النظام الإداري والقضاء وأسواق البورصة والاقتصاد وثقافة البلاد.ولكن وزير الداخلية الإيراني لم يكشف عن أسماء الأشخاص والمجموعات والجهات التي تقف خلف هذه التجارة الكبيرة والمنتفعة منها. مشاركة حزب الله في هذه التجارة ووفقا للتقارير الدولية كانت فاعلة بخاصة مع هيمنة الحزب على المعابر البحرية والبرية والجوية في لبنان وتجاوزه لإجراءات الأجهزة الأمنية الرسمية على تلك المعابر .ولعل أبرز تلك التقارير جاءت مع «عملية كاسندرا» التي وصفها رئيس إدارة مكافحة المخدرات الأميركية بالوكالة جاك ريلي بالقول إن «مشروع كاسندرا هو اسم العملية الأمنية التي أدّت إلى كشف الشبكة التابعة لحزب الله المتورطة في عمليات تهريب وتجارة مخدرات بملايين الدولارات». مضيفا: «أن التحقيقات بدأت في فبراير 2015، وقد اكتشفت التحقيقات تحويل مبالغ مالية ضخمة من قبل أشخاص وشركات على صلة بحزب الله إلى كولومبيا». وأشار «إلى أنه تم الاعتماد بشكل كبير على التحقيقات المرتبطة بقضية سابقة تتعلق بفضائح مالية تتعلق بالبنك اللبناني الكندي، الذي سبق أن ربطته تحقيقات أميركية بعمليات تمرير أموال لمصلحة حزب الله». ولفت إلى أنّ «العملية جرت في سبع دول بينها فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبلجيكا، وشهدت اعتقال أربعة أشخاص حتى الآن، مع توقع حصول المزيد من التوقيفات»، مضيفا: «تشير خيوط القضية إلى أن عناصر حزب الله تعمل في تهريب كوكايين بقيمة ملايين الدولارات لمصلحة شبكات المافيا بجنوب أميركا إلى أميركا وأوروبا». وقال الناطق باسم إدارة مكافحة المخدرات رستي باين، «إن عملية تبييض الأموال الخاصة بحزب الله الناتجة عن تجارة المخدرات كانت تحصل من خلال صفقات لبيع وشراء السيارات المستعملة الفارهة، وكانت الشبكة تعمد في بعض الأحيان إلى إخفاء الأموال داخل تلك السيارات خلال شحنها حول العالم». وقد تم الكشف عن هوية الملقى القبض عليهم في إطار هذه الشبكة، وهم: محمد نور الدين الذي تتهمه إدارة مكافحة المخدرات الأميركية بأنّه يدير عمليات لغسل الأموال لحساب الذراع المالية لحزب الله، والذي تضعه واشنطن في فئة خاصة «للإرهابيين العالميين». وقد فرضت وزارة الخزانة الأميركية الأسبوع الماضي عقوبات على نور الدين ولبناني آخر بتهمة تبييض الأموال، وفرضت أيضاً عقوبات على شركة «تريد بوينت إنترناشيونال» التي يديرها نور الدين قبل أن يتمّ توقيفه في باريس مع اللبنانيين الثلاثة مازن الأثاث، علي زبيب وأسامة فحص الذي أطلق سراحه لاحقا.