أكد رئيس مهرجان الأصيلة الدكتور محمد بن عيسى، أن مهرجان الجنادرية الذي أسسه الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز قبل أكثر من ثلاثة عقود جاء ليوطد سبل التعاون والتعايش والتفاهم بين الشعوب من خلال رأسمالها الرمزي المتمثل في قيمها وتراثها ومثلها العليا، كما كان للملك الراحل دوره الرائد في تعزيز القيم الثقافية والتراثية لربط الأجيال بها وبتاريخهم بحزم وإرادة ثابتة ومخلصة وبتشييده هذا الصرح الثقافي الكبير الذي أسهم في الانفتاح على مختلف الثقافات بتوازن واعتدال في أفق تعزيز التفاهم بينها إلى أن بادر في إقامة مؤسسة بشراكة مع الأممالمتحدة ترعى حوار أتباع الأديان والثقافات على مستوى العالم. وقال في كلمة ألقاها نيابة عن ضيوف المهرجان: «اليوم برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لهذا المهرجان تواصلون وتكملون رسالة سلفكم الملك عبدالله في عهدكم الميمون، ويتم تأصيل وتفعيل رسالة الإسلام للتسامح والاعتدال، كما أن قراراتكم الأخيرة للم شمل العرب لما فيه استقرارهم وقوتهم تأتي مكملة لهذه المسيرة الثقافية الرائدة للمملكة، وهكذا أصبحت الجنادرية فضاء فكريا أدبيا وفنيا وموعدا منتظما مفتوحا يوفق بتواز لأنشطته وبرامجه بين الأصيل والجديد». وأوضح أن المملكة العربية السعودية في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين تؤكد من خلال هذا النهج الثقافي الرفيع أنه مهما تفاقمت الأزمات وكثرت المصاعب فإن مهرجان الجنادرية بمقاصده المتجددة ونجاحه في استقطاب النخب المؤثرة يفتح باب الأمل في بزوغ غد مشرق تسود فيه قيم الاعتدال والتسامح كونه أرضاً خصبة لتشييد دعائم الأمن والاستقرار واحترام الخصوصيات الحضارية والقيمية للشعوب.