تراجعت الواردات الآسيوية من النفط الإيراني 18 في المئة في ديسمبر 2015، عنها قبل عام مع عزوف أكبر مشتري الخام من طهران عن زيادة مشترياتهم قبل رفع العقوبات في إطار الاتفاق الخاص بالبرنامج النووي الإيراني. فيما أظهر استطلاع أجرته «رويترز»، أمس أن متوسط سعر النفط سيزيد قليلا فحسب على 40 دولارا هذا العام في أكبر خفض للتوقعات الشهرية في سنة وسط تخمة معروض متفاقمة. بينما حذرت روسيا من أن أسعار النفط المتدنية ستؤدي إلى خفض الاستثمارات، معلنة أن الرئيس فلاديمير بوتين يناقش الإجراءات المحتملة لمكافحة الأزمة. في حين نزلت واردات العملاء الأربعة الكبار لإيران -الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية- إلى أقل من مليون برميل يوميا في ديسمبر من العام الماضي، مقارنة مع 1.2 مليون برميل يوميا قبل عام حسبما أظهرته بيانات الحكومات وتتبع الناقلات، وتجاوزت واردات 2015 المليون برميل يوميا بقليل بانخفاض ثمانية في المئة على أساس سنوي. وأشار المتحدث باسم الكرملين دميتري بسكوف، أمس إلى أن الرئيس بوتين سيلتقي بوزير المالية أنطون سيلوانوف ومحافظة البنك المركزي إلفيرا نابيولينا للتباحث بشأن الوضع الاقتصادي للبلاد. وقال بسكوف: «يواصل الرئيس مناقشة الوضع الاقتصادي الراهن والإجراءات المحتملة لمكافحة الأزمة، وبشكل منفصل فإن روسيا مهتمة على الدوام بمناقشة الوضع في سوق النفط مع كل الأطراف الفاعلة، وستواصل روسيا تلك الاتصالات». في الوقت الذي قال فيه نائب رئيس الوزراء الروسي أركادي دفوركوفيتش، للصحفيين أمس: «روسيا على اتصال دائم مع منتجي النفط الآخرين». وأضاف: «أسعار النفط المتدنية ستؤدي إلى خفض الاستثمارات وربما تراجع إنتاج الخام لكن الدولة لن تتدخل لجلب التوازن إلى السوق». من ناحية أخرى، أوضح مسؤولون بقطاع الغاز في تركيا، أمس أن جازبروم الروسية ألغت خصما قدره 10.25 في المئة في أسعار الغاز للمشترين الأتراك. من جانبهم قال مندوبان بأوبك، أمس: «الدول المنتجة للنفط من داخل المنظمة وخارجها لم تتفق بعد على أي موعد لعقد اجتماع لمناقشة خطوات لدعم أسعار الخام». وقال أحد المندوبان: «مثل هذا الاجتماع سيكون فكرة أفضل من عقد اجتماع يقتصر على منظمة البلدان المصدرة للبترول وإن الوزراء يناقشون الأمر». يأتي ذلك فيما ارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت، أمس لتصل مكاسب الأسبوع الحالي إلى حوالي 8 في المئة. فيما قفزت عقود برنت نحو 8 في المئة منذ سجلت 27.10 دولار للبرميل في 20 يناير الجاري، وهي تتجه صوب ذروة 28 يناير 2016م، البالغة 35.84 دولار، إذ ارتفع برنت 68 سنتا إلى 34.57 دولار للبرميل، بعد أن أغلق مرتفعا 79 سنتا بما يعادل 2.4 في المئة عند 33.89 دولار أمس، وهو يتجه صوب تحقيق مكاسب للجلسة الرابعة على التوالي. وزاد الخام الأمريكي 60 سنتا إلى 33.82 دولار للبرميل بعد أن أغلق مرتفعا 92 سنتا أو 2.9 في المئة عند 33.22 دولار يوم الخميس الماضي. وتوقع المسح الذي أجرته رويترز وشمل 29 اقتصاديا ومحللا أن يبلغ متوسط برنت 42.5 دولار للبرميل بانخفاض عشرة دولارات عن استطلاع الشهر الماضي. بينما بلغ متوسط سعر برنت نحو 54 دولارا للبرميل في 2015 وتراجع نحو 9 % في يناير الجاري، بعد انهياره من نحو 115 دولارا للبرميل في يونيو (حزيران) 2014. ومن المتوقع، بحسب الاستطلاع، أن يبلغ متوسط سعر الخام الأمريكي الخفيف 41 دولارا للبرميل هذا العام مقارنة مع نحو 49 دولارا في 2015. وكان توقع جيه. بي مورجان لسعر برنت في 2016 هو الأدنى عند 31.25 دولار للبرميل، وتوقع ستاندرد تشارترد الأعلى عند 63 دولارا.