أعلن الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، أمس عزمه البحث مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، في شأن ما يمكن فعله لاستقرار سوق النفط وأسعار الخام. وأدلى مادورو بالتصريح في وقت بدأ الزعيمان محادثات في بكين بعد حضور عرض عسكري بمناسبة مرور 70 عاماً على نهاية الحرب العالمية الثانية في آسيا. وقال مادورو لبوتين في بداية الاجتماع: «يمكننا أن نتحدث في شأن ما يمكن أن نقوم به لتحقيق استقرار سوق النفط واستقرار الأسعار ما سيسمح لنا بالتغلب على الظروف الحالية». وأضاف: «لدينا بعض الأفكار غير السيئة في هذه القضية». ونقل ناطق باسم الكرملين، دميتري بسكوف، إن بوتين أبلغ مادورو بضرورة توحيد جهود البلدين لتعزيز أسعار النفط. وأفاد بأن بوتين أبلغه بأن أسعار النفط تتماشى مع حال السوق ولا ينبغي اتخاذ إجراء فوري. وقال بسكوف إن بوتين صب الماء البارد على أي إجراءات «مباشرة» محتملة بما فيها احتمال خفض الإنتاج لدعم أسعار النفط. وفي الأسواق، تراجعت أسعار النفط الخام بعد زيادة مفاجئة في مستويات المخزون الأميركي وارتفاع الدولار، لكن الأداء القوي لأسواق الأسهم قدم دعماً للسلع الأوليّة. وتراجع سعر «برنت» 20 سنتاً إلى 50.30 دولار للبرميل بعد أن ارتفع 94 سنتاً في الجلسة السابقة. وهبط الخام الأميركي خمسة سنتات فحسب إلى 46.20 دولار للبرميل لكنه انخفض في وقت سابق من المعاملات إلى 45.65 دولار وذلك بعد صعوده 84 سنتاً عند التسوية أول من أمس. وقال العضو المنتدب لشركة «بتروماتريكس»، أوليفيه جاكوب، إن الهدوء يعم السوق بعد التقلبات الحادة وإن العطلات العامة في الولاياتالمتحدة والصين أكبر بلدين مستهلكين للنفط في العالم تكبح الشهية للأخطار. وأفادت «أرامكو» السعودية بأنها خفضت سعر البيع الرسمي لشحنات تشرين الأول (أكتوبر) من «الخام العربي الخفيف» للمشترين الآسيويين بنحو 0.30 دولار للبرميل مقارنة مع أيلول (سبتمبر) لتصبح العلاوة السعرية 0.10 دولار للبرميل فوق متوسط أسعار خامي عُمان ودبي. وخفضت الشركة سعر بيع «الخام العربي الخفيف» إلى شمال غربي أوروبا 0.50 دولار للبرميل في شحنات تشرين الأول مقارنة بالشهر السابق إلى خصم قدره 3.55 دولار للبرميل عن متوسط «برنت». وتحددت العلاوة السعرية لشحنات «العربي الخفيف» المتجهة إلى الولاياتالمتحدة عند 0.95 دولار للبرميل فوق مؤشر «أرغوس» للخام العالي الكبريت. إلى ذلك دعت وزارة الثروات الطبيعية في إقليم كردستان العراق أن صادرات النفط من شمال العراق هبطت نحو 44 ألف برميل يومياً في آب (أغسطس) إلى 472.8 ألف برميل يومياً في المتوسط بسبب تعطل خط الأنابيب الواصل إلى تركيا. ونقل إقليم كردستان الذي يسيطر على جميع صادرات شمال العراق 50.9 ألف برميل يومياً من إجمالي كميات الخام إلى «شركة تسويق النفط العراقية» (سومو) بميناء جيهان التركي مقابل 71.1 ألف يومياً في تموز (يوليو). وأفاد تجّار بأن «تسويق» القطرية باعت شحنات مكثفات للتحميل في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الحالي بأقل فرق سعر منذ الربع الأول من السنة وذلك بفعل الطلب الضعيف في آسيا. وأضافوا أن منشأتين كبيرتين لفصل المكثفات في آسيا مغلقتان إلى أجل غير مسمى في حين حل الضعف بهوامش المنتجات النفطية مطلع الأسبوع ما قلص الطلب على المكثفات في آسيا. وأشار التجار إلى إن وحدة المتاجرة لشركة «غازبروم» اشترت إمدادات محددة المدة من قطر في هذا العطاء وذلك للمرة الأولى ويُرجح أن يكون ذلك لأغراض المتاجرة. وتراجع فرق السعر لمكثفات الحقول منزوعة المركبات العطرية إلى 15 سنتاً للبرميل فوق المعادلة أي بانخفاض نحو دولار عن الربع السابق بحسب ما ذكر التجار. وقالوا إن العلاوة السعرية نحو 70 سنتاً إلى دولار للبرميل فوق الأسعار المعروضة لدبي. وأعلن تجار إن «شركة النفط الوطنية» الجزائرية (سوناطراك) طرحت مناقصة لشراء تسع شحنات من البنزين حجمها الإجمالي 270 ألف طن في أيلول وتشرين الأول. وأضافوا أن المناقصة تتكون من خمس شحنات بنزين 95 أوكتان للتسليم في أيلول (ر) وأربع شحنات لتشرين الأول. إلى ذلك، أكد مسؤولون أن سلطنة عمان تعيد جدولة بعض صادراتها من الغاز الطبيعي المسال في ظل ارتفاع الطلب المحليّ على توليد الكهرباء الذي يؤدي إلى نقص الغاز بما يُلحق الضرر بالقطاع الصناعي. وتتجه كل صادرات السلطنة من الغاز تقريباً إلى اليابان وكوريا الجنوبية. وأشار مسؤول في «الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال» إلى أن بعض الغاز الذي كان مقرراً تسليمه العام الحالي سيسلّم في السنوات المقبلة. وأبلغ المسؤول وكالة «رويترز»: «أعيدت جدولة من خمسة إلى عشرة في المئة من الصادرات المزمعة هذا العام بسبب نقص الغاز». وقال سعيد الكيومي رئيس غرفة تجارة وصناعة عُمان: «تعاني الصناعات في أنحاء البلاد من نقص الغاز» حتى بعد أن ضاعفت الحكومة أسعاره للمستخدمين الصناعيين في كانون الثاني (يناير). وقال المدير في «جندال شديد للحديد والصلب»، ن أ الأنصاري، إن شركته ومقرها صحار تواجه صعوبات في التوسع بسبب نقص إمدادات الغاز. وقال: «نقص الغاز مبعث قلق للجميع». وقال سالم العوفي وكيل وزارة النفط والغاز إن كميات الغاز كافية، مضيفاً أن توليد الكهرباء بمعدلات أعلى من التوقعات في وقت سابق من الصيف ضغط على الإمدادات.