في الوقت الذي يقوم فيه الرئيس الإيراني بجولة إلى أوروبا سعيا لإقامة تحالفات جديدة استقبل الرئيس الإيراني في زيارته الأولى إلى فرنسا، بموجة من الاستهجان والسخط من قبل الفرنسيين على السياسة العدوانية لهذه الدولة المارقة ، وبعبارت السخرية خرجت عناوين وسائل الإعلام الفرنسية ممتعضة من الزيارة كما أطلقت وسائل التواصل الاجتماعي مفردات وجملا مناهضة للزيارة وبطريقة ساخرة . وأفصح عدد من السياسيين عن معارضتهم لهذه الزيارة حيث قاطع بعضهم مراسم الاستقبال كما رفض نواب البرلمان زيارة روحاني إلى الغرفة البرلمانية وقدموا عريضة موقعة من قبل واحد وستين نائبا ، تطالب الرئيس فرانسوا هولاند بالضغط على رئيس النظام الإيراني لإطلاق صراح المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي والصحفيين، والكف عن التدخل في شؤون دول الجوار ودعم الإرهاب في العراق وسورية ولبنان واليمن .. كما رفع ناشطون مطالبهم لهولاند للضغط على روحاني في مسألة حقوق الإنسان وتغيير سياستها في منطقة الشرق الأوسط . كما استقبلت زيارة روحاني لباريس بتنديد من قبل منظمات حقوقية دولية وكذلك المعارضة الإيرانية التي خرجت إلى شوارع باريس منددة بهذه الزيارة ولم يستقبل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاندا، الرئيس الإيراني في اليوم الأول، ولكن خصص له جلسة مصغرة بعد ظهر اليوم الثاني من الزيارة .. وعمد روحاني إلى إضافة صبغة اقتصادية على الزيارة وهي في جوهرها زيارة سياسية، كما جاء في تصريح الناطق باسم الإليزيه. والجدير بالذكر أن هناك خلافات جوهرية بين باريسوطهران حول سياسة إيران في منطقة الشرق الأوسط. فروحاني يراهن على باريس ليس فقط اقتصاديا ولكن أيضا سياسيا بحثا عن حليف وهروبا من العزلة الدولية. ولكن يبدو أن باريس غير مستعدة لوضع يدها في يد طهران وهذا ما صرح به وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، الذي كان المناوئ الشرس لطهران في المفاوضات النووية، وهو اليوم السياسي الأول الذي يدعو للحذر من سياسة إيران وعدم الاطمئنان لما تخفيه من مطامع ومطامح في سياستها الخارجية. خاصة أن هذه السياسة لم تتغير بعد التوقيع على الاتفاق النووي. وأنها تسعى دائما لنشر التوتر في المنطقة العربية والعالم وآخرها حادثة الاعتداء على البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران .