قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إنه ينتظر من إيران تسهيل الانتخاب الرئاسي في لبنان والضغط على أصدقائها في لبنان لإيجاد حل لهذه المسألة. وكشف انه سيزور لبنان في الأشهر المقبلة متمنياً ان يرى حلاً ممكناً لعقدة الرئاسة وأنه اتصل بالرئيس تمام سلام ليؤكد له ان فرنسا الى جانبه لضمان وحدة لبنان وسلامة اراضيه. جاء ذلك خلال عشاء استضافته جمعية الصحافيين المعتمدين في الرئاسة الفرنسية ليل أول من أمس. ورداً على سؤال ل «الحياة» عما سيفاوض ايران في شأن لبنان وسورية وما الذي قاله للرئيس سلام في اتصاله الهاتفي معه، قال:«قبل الاتفاق النووي مع ايران لم تكن ممكنة إقامة علاقات تجارية مع ايران والعلاقات السياسية كانت محدودة بلقاءات أجريتها على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة مع الرئيس حسن روحاني. الآن وقد وقعنا هذا الاتفاق، العلاقات السياسية ستصبح أسهل والعلاقات التجارية ستتبع. وزير المال الألماني بقي ثلاثة ايام في طهران ونحن بانتظار رفع العقوبات كون الاتفاق لم يتم تبنيه بعد من الكونغرس الأميركي. فالعلاقات السياسية عادت الآن وإن لم تغب كلياً من قبل. وفي هذا الإطار سيتوجه وزير الخارجية لوران فابيوس الى طهران، وتكلمت مع الرئيس روحاني منذ 3 ايام وحدثته عن دور ايران في المنطقة، وقلت إن على إيران ان تكون الدولة التي تقدم حلولاً، ومن بينها حول قضية لبنان. وهي ليست وحدها، فهناك ايضاً الملف السوري وملفا اليمن والبحرين. اما حول لبنان فنحن نريد ان يتم انتخاب رئيس جمهورية فالمؤسسات فيه تواجه خطر التعطيل». وأضاف هولاند:» قلت للرئيس روحاني اننا ننتظر منه ان يظهر حس المبادرة وأن يُظهر الآن ان بامكان ايران ان تسهّل حل الصراعات التي تجلب القتل الى المنطقة ومنها سورية. فنحن ننتظر من ايران ان تأتي سريعاً بإشارات ومبادرات. وهناك في لبنان مليون ونصف مليون لاجئ ولديه ازمة اقتصادية صعبة نتيجة هذا العبء الذي يضاف الى الوجود الفلسطيني». وتابع:» هناك ايضاً تعايش سياسي في لبنان، في وقت هو محاط بالحرب. وعلينا ان نبذل كل الجهد في اطار هذا التوازن الهش في لبنان كي نتمكن من حمايته وهذا هدف الديبلوماسية الفرنسية، وقد اتصلت برئيس الحكومة تمام سلام صباحاً وقلت له ان فرنسا الى جانبه لضمان وحدة اراضي لبنان وسلامتها، وقد تعاقدت السعودية مع فرنسا لتزويد الجيش اللبناني من اجل تعزيز معدات الجيش اللبناني والعقد سارٍ حالياً ويتم تنفيذه وفق التوقعات ونحن ندعو اللبنانيين الى البحث عن افضل حل لهم، والحل لدى الجانب المسيحي، فهم منقسمون جداً، ما يحول دون التوصل الى انتخاب رئيس من البرلمان اللبناني. وأنا ساتوجه الى لبنان في الأشهر المقبلة، لكني اتمنى الذهاب إلى هناك كي يكون هناك حل ممكن وسنرى اذا كانت ايران ستتمكن من الضغط على اصدقائها المعروفين في لبنان للتوصل الى حل هذه الأزمة. وإذا لم تعطنا ايران اشارة حول تسهيلها للموضوع يعني ذلك ان ايران ليست عازمة على البحث عن الحلول». ورداً على سؤال آخر حول الانتقادات التي وجهت للوزير فابيوس من بعض الأطراف الإيرانيين قبل زيارته طهران قال هولاند: «التهجم الذي يستهدف فابيوس منذ اشهر هو تهجم على فرنسا، لأن مهمة فابيوس التي أوكلتها إليه خلال المفاوضات حول النووي مع ايران، هي ان يأخذ موقفاً حازماً للتأكد من ان ايران لن تحصل على السلاح النووي. ورددنا موقف فرنسامرات عدة وهي ساهمت في التوصل الى هذا الاتفاق ولما كان هناك اتفاق لو لم تشارك فيه فرنسا. والتهجم على فابيوس يعني التهجم على فرنسا ومبادئها وفابيوس مبعوث من رئيس الجمهورية الفرنسي. على الإيرانيين ان يستقبلوه ونوعية استقبالهم له ستدخل ايضاً في تقويمنا لسلوك ايران. نحن ننتظر من ايران ان تظهر لنا ذلك، وعندما اسمع من بعض الإيرانيين ان على فرنسا ان تنتظر اكثر من بقية الدول فهذا من حق ايران ولكن نحن ايضاً لدينا الحرية واعتبارات الاقتصاد والتجارة لن تتغلب على مبادئنا السياسية، وهذا ينطبق على علاقاتنا مع كل الدول. صحيح اننا نبحث عن انتشار السلع الفرنسية في دول كانت مغلقة، ولكن هذا لن يؤدي بنا يوماً الى اتخاذ مواقف تكون مضادة لمصالح فرنسا».