قطع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، ووزير خارجيته لوران فابيوس، الطريق أمام المناوئين من السياسيين وبعض الصحف، بشأن طبيعة العلاقات مع السعودية، وردا سريعا على هذه الحملة المشبوهة التي تستهدف المملكة بتأكيدهما أن فرنسا لن تغير سياستها تجاه حلفائها وشركائها في منطقة الخليج، وهو ما فسره المحللون بأنه يشير إلى العلاقات الفرنسية المتميزة مع السعودية. وأكد هولاند، أن فرنسا تدعم السعودية في قراراتها المتعلقة بتوجسها من سياسة طهران الإقليمية. ورفضت السلطات الفرنسية الإساءة للمملكة، مؤكدة أن العلاقات المميزة والوطيدة مع السعودية ليست وليدة الأمس ولا اليوم، ولكن جذورها تمتد لأعوام طويلة، كانت فيها السعودية الحليف الدائم للجمهورية الفرنسية -حسب الناطق باسم وزارة الخارجية. وشددت السلطات الفرنسية، على أنها غير مستعدة لخلط أوراقها الجيوسياسية، مستبعدة أي علاقة قد تشوش على السعودية حليفها الرئيس والمميز، رغم أن بعض المقربين من هولاند يسعون للضغط لتغيير الاتجاه الفرنسي بإثارة ملفات «مفبركة» ضد السعودية. ولم يكتف هولاند بهذا الرد، بل سارع أيضا إلى الإعلان «أنه سيقوم خلال الأيام المقبلة بزيارة إلى مصر والأردن وعمان»، مؤكدا أن استراتيجيته في السياسية الخارجية إزاء العالم العربي ودول الخليج لن يطرأ عليها أي تغيير وخاصة تجاه شركائه وحلفائه المميزين من دول الخليج. ولتأكيد هذا التوجه، أعلن الرئيس الفرنسي أنه ذاهب باتجاه الضغط على طهران من أجل دفعها لتغيير سياستها في المنطقة، موضحا أن باريس ستمارس ضغوطا على الرئيس الإيراني حسن روحاني أثناء زيارته المرتقبة لفرنسا في الثامن والعشرين من يناير الجاري، للضغط بدوره على بشار الأسد لإيجاد حل للأزمة السورية ودفعه للجلوس إلى طاولة المفاوضات والقبول بحل سلمي للأزمة. وشدد هولاند أثناء لقائه بالسلك الديبلوماسي في باريس، على أنه يتعين على المجموعة الدولية أن تحسم مصير الأسد في جنيف القادم، وأنه لا يمكن القبول به كجزء من الحل في الأزمة السورية. كما جاء أيضا رد وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس، مفحما على هؤلاء الذين يتجاهلون طبيعة وخصوصية العلاقات السعودية الفرنسية، فوصف السعودية ب«الحليف المميز والشريك الاستراتيجي» للجمهورية الفرنسية، لافتا إلى ميزان المصالح الاقتصادية والجيوسياسية الذي يربط البلدين. وفي هذا السياق، نوه المتخصص في شؤون الشرق الأوسط دونيس بوشار بمواقف السعودية، وقال: إنها تدير سياستها الخارجية باقتدار ولا تشوبها شائبة. وأكد أن باريس الحليف الأكبر للرياض. واعتبر أن الخطر الإيراني لا يزال قائما حتى بعد بدء تنفيذ الاتفاق النووي. أما الأستاذ المشارك في جامعة باريس 1 السوربون جان كريستوف غاليان، فرأى أن رفع العقوبات عن إيران وعودتها للساحة الدولية بعثر البيئة الجيوسياسية في المنطقة العربية، وأفاد أن طهران لا تزال تواصل سياسة بسط النفوذ في المنطقة، وأن الإيرانيين لهم يد قوية في زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، بدعم المتمردين الحوثيين والتدخل في سوريا ولبنان والعراق، مؤكدا أن زيارة روحاني لن تغير سياسة باريس تجاه طهران.