لم أستغرب أن يصدر للأستاذ الدكتور إسماعيل كتبخانة موسوعة عن ثقافة المجتمع المكي خلال الفترة من عام 1300 1436، في مجلدات تسعة، لأنه ينتمي لعائلة ارتبط اسمها وتاريخها العريق بالكتب، ولكنني أعجبت بالجهد العظيم الذي بذله لإعداد وإخراج موسوعته القيمة، وهو جهد لا بد أنه احتاج لسنوات طويلة حتى تتدلى ثمار هذه الموسوعة المكية ناضجة لذة للقارئين! ولما استعرضت مجلدات الموسوعة وجدت أن المجلد الأول يشتمل على فصول وأبواب عن أم القرى وأهم معالمها وجبالها ومساجدها التاريخية وجوهرتها الكعبة والمسجد الحرام ونماذج مختصرة عما كتب الرحالة عن البلد الأمين. أما المجلد الثاني فكان عن حارات مكة القديمة التي أصبح معظمها أثرا بعد عين وعن سكانها وعاداتهم الاجتماعية وعن تفاصيل لم تعد معروفة حاليا في تقسيم المنازل المكية مثل الدقيسي والمخزن وعن الأثاث المنزلي المكي وأهم المباني الأثرية وما مرت به أم القرى من تطورات عمرانية جذرية صارمة، ليغطي المجلد الثالث الأسواق المكية والصناعات الحرفية التي كان يمارسها المكيون أنفسهم على مدى عقود من الزمن تحت شعار «صنعة أبوك لا يغلبوك»، مع التسامح اللغوي لعدم جر كلمة أبيك بالإضافة! أما المجلد الرابع فكان مجسدا لمظاهر العديد من التقاليد والعادات المكية المرتبطة بالمأكل والملبس والألعاب الشعبية والاحتفالات العامة والخاصة، وكان المجلد الخامس عن التعليم والمعلمين والمكتبات المكية الشهيرة والأسر التي ارتبط اسمها بالمكتبة والكتاب. وجاء المجلد السادس ليغطي الحياة الثقافية في مكةالمكرمة، حيث كانت البدايات منها بالنسبة للإذاعة والصحافة والثقافة وربما الرياضة وبعض القصائد التي قيلت في أم القرى وأشهر الأدباء والشعراء من أبنائها على مدى 150عاما على وجه التقريب، فيما جاء المجلد السابع امتدادا للمجلد السادس مكملا تغطية ما في أم القرى من أدب وأدباء وأمثالها الشعبية وفنونها التي عرفت بها مثل المزمار والمجس والتواشيح وأبرز من عرف في هذه المجالات. أما المجلد الثامن فقد اهتم بالحياة الإدارية والقطاعات الحكومية والمؤسسات الأهلية والخيرية وما شهدته من نمو وتطور عبر قرن ونصف القرن من الزمان، ليكون المجلد التاسع معجما مفهرسا لما ورد في الموسوعة من مصطلحات ومفردات وأسماء ما اعتمدت عليه من مراجع قديمة وحديثة. أشكر لأخي المكي العريق الدكتور إسماعيل كتبخانة ما بذله من وقت وجهد لإتمام هذا العمل الموسوعي الذي أتوقع أن يأخذ مكانته التي تليق به ضمن ما ألف عن مكةالمكرمة من مؤلفات وموسوعات.