كشف وزير الصحة رئيس مجلس إدارة أرامكو السعودية المهندس خالد الفالح عن توافر 500 ألف وظيفة في الخدمات البحرية على الساحل الشرقي للسعودية سترى النور قريبا، وذلك لتقديم عدة خدمات بالشراكة مع أرامكو. وأكد الفالح أن اقتصاد المملكة رغم انخفاض أسعار النفط ينمو بمعدل 5 % وتضاعف هذا النمو لعدة مرات، وسينمو على مدى ال 50 عاما القادمة بمثل هذا النمو أو أكثر، مشيرا إلى أن المملكة تعمل على تنويع مصادر الدخل والاتجاه إلى الابتكار والإبداع في الاقتصاد السعودي وجعله قائما على المعرفة. وأضاف الفالح في جلسة نقاش «القطاعات التنافسية التي ستدفع عجلة النمو والابتكار في المستقبل»، أمس ضمن فعاليات اليوم الثاني بمنتدى التنافسية الدولي 2016 في الرياض، أن التحديات التي تواجه الاقتصاد المحلي سيتم تحويلها إلى فرص، في ظل توجه المملكة إلى التصنيع وتعزيز الصناعات، لافتا إلى أن السعودية تتحرك لتقليل الاعتماد على النفط، وتوطين الوظائف، مشيرا إلى تخفيض أرامكو النفقات والتكاليف المالية، وإلى أن وزارة الصحة تعمل على زيادة مشاركة القطاع الخاص في تقديم الرعاية الصحية، وقال: إنها ستتضاعف خلال ال 5 سنوات القادمة. من جانبه أوضح وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة أن التحديات التي تواجهها المملكة في انخفاض أسعار النفط الذي يشكل نحو 80 % من إيرادات المملكة، سيدفعها لمواجهة التحدي من أجل الخروج من ذلك، مشيرا إلى أن المملكة لديها القدرة لتجاوز ذلك بما تمتلكه من تعليم جيد ومواهب شابة كثيرة، لافتا إلى أن الوزارة تعمل على تيسير خدمة القطاع الخاص واستخدام التقنية والتعاملات الإلكترونية في ذلك، كما تشجع على اندماج الشركات والاستحواذات وتسعى لتشجيع تمويل استحواذ الشركات واندماجها، وجعل المملكة أكثر تنافسية. مشيرا إلى أن بعض الشركات التي لم تعمل في المملكة لديها مفاهيم خاطئة عن الاستثمار فيها، وتسعى وزارة التجارة لتصحيح تلك المفاهيم وللترويج للاستثمار في المملكة والانفتاح بشكل أكبر عالميا، كما تبذل الهيئة العامة للاستثمار جهودا كبيرة في ذلك. من جهته قال سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية لدى السعودية جوزيف ويستفال إن التطور الاقتصادي في المملكة ينمو بسرعة وحققت السعودية قفزات كبيرة وأصبحت دولة عملاقة، ولديها أدوار عالمية فاعلة على عدة أصعدة، مشيرا إلى أن المملكة تحتاج إلى توسيع المجال للخصخصة وأن تبني الحكومة شراكات أكبر مع القطاع الخاص، وأن تهتم بشكل أكبر بالتعليم العام، والاستثمار في التعليم. في المقابل أشادت رئيس مجلس التنافسية الأمريكي ديبورا ويلس سميث بالإمكانات العالية والتقنية لدى شركتي أرامكو السعودية وسابك، وقالت إن السعودية لديها مشاريع وشركات كبيرة ولديها قدرات عالية، وتستطيع تسخيرها بشكل أكبر والاستفادات من أمكاناتها الكبيرة. وفي السياق ذاته طالب عضو لجنة الاقتصاد والطاقة في مجلس الشورى الدكتور أسامة قباني بإعادة هيكلة الاقتصاد السعودي من خلال تنويع مصادر الدخل، معللا ذلك بأن المملكة لديها القدرات، وتستطيع تقبل التحدي بكل جدارة، مؤكدا أن الاقتصاديات المتطورة مبنية على اقتصاد المعرفة وعلى الابتكار وقطاع الخدمات، مشيرا إلى أن الثروة الحقيقية للمملكة تتمثل في الطلاب والطالبات عبر تحسين جودة التعليم لهم، مبينا أن أعداد المبتعثين في الخارج والذين تجاوزوا حاجز 150 ألف مبتعث، سيكون لها مردود إيجابي للمملكة من خلال الاستفادة من قدراتهم في الإنتاجية وفي قطاع الخدمات. ولفت قباني إلى أن قطاع السياحة في المملكة يجب تحسينه؛ ليكون من أكبر القطاعات المولدة للوظائف، مشددا على أهمية وضع خطة وبرنامج للوصول لزيادة في أعداد المعتمرين تصل لحجاز ال 15 مليون سنويا، مبينا أن الاستفادة من أعداد الحجاج والمعتمرين ضروري كونهم يشكلون مصادر دخل ضخمة للمملكة، مضيفا أن هذا الأمر يضاعف الاستثمار في الفنادق والخدمات العامة وفي قطاع التجزئة. فيما أكدت رئيسة قطاع الصحة وعلوم الحياة في الهيئة العامة للاستثمار الدكتورة بسمة بنت صالح البحيران أن التطور الكبير في الخدمات والرعاية الصحية ساعد على زيادة توقعات الحياة للسكان في السعودية إلى أكثر من 60 سنة، وانخفضت معدلات الوفاة، في ظل أرقام تقول إن الإنفاق على الرعاية الصحية في المملكة يصل إلى نحو 5 % من الناتج المحلي، لافتة إلى أن تخفيض الإنفاق الحكومي للأعوام القادمة سيفتح للقطاع الخاص مزيدا من الفرص للاستثمار في الرعاية الصحية، منوهة بعمل الهيئة مع وزارة الصحة لتطوير نظام الرعاية الصحية في المملكة، وحددتا معا نحو 40 فرصة استثمارية بقيمة 41 مليار ريال خلال الأعوام الخمسة القادمة.