أكد وزير الصحة رئيس مجلس إدارة أرامكو السعودية المهندس خالد الفالح أن اقتصاد المملكة على رغم انخفاض أسعار النفط ينمو بمعدل 5 في المئة وتضاعف هذا النمو لمرات عدة، وسينمو على مدى 50 عاماً المقبلة بمثل هذا النمو أو أكثر، مشيراً إلى أن المملكة تعمل على تنويع مصادر الدخل والاتجاه إلى الابتكار والإبداع في الاقتصاد السعودي وجعله قائماً على المعرفة. وقال في اليوم الثاني لمنتدى التنافسية في جلسة نقاش حول «القطاعات التنافسية التي ستدفع عجلة النمو والابتكار في المستقبل» أن هناك تحديات تواجه الاقتصاد المحلي وسنحولها إلى فرص، وذلك لوجود فرص استثمارية كبيرة في المملكة في قطاعات تقنية المعلومات والرعاية الصحية، والسياحة والخدمات المالية والاتصالات، مشيراً إلى أن المملكة ستتحول إلى التصنيع وتعزيز الصناعات، وستصنع بشكل أكبر وبتقنيات عالية، وهو ما يتطلب تعليم جيد ووظائف عالية التخصص للسعوديين. وأكد الفالح أن السعودية تتحرك لتقليل الاعتماد على النفط، وتوطين الوظائف والتركيز على الصناعات ذات القيمة الإضافية العالية، كاشفاً عن وجود نحو 500 ألف وظيفة في الخدمات البحرية على الساحل الشرقي للمملكة سترى النور قريباً لتقديم خدمات عدة لشركة أرامكو. وأشار إلى أنه مع انخفاض أسعار النفط ومثل أي شركة أخرى، قامت «أرامكو» بخفض النفقات والتكاليف المالية، مضيفاً أن لدى «أرامكو» مسارين لتحليل سعر النفط، هي أن تقدّم مجموعة من المنتجات النفطية في سلة واحدة لتقديمها إلى السوق، وتخصيص نسبة من ملكية الشركة للاكتتاب، وهذه ستقدّم دخل إضافي لخزينة المملكة، وسيعطيها ثقة أكبر في السوق، وستكون هدفاً لشركات أخرى. وفي ما يخص تقديم خدمات الرعاية الصحية، أكد الفالح أن وزارته تعمل على زيادة مشاركة القطاع الخاص في تقديم الرعاية الصحية، مشيراً إلى أنها ستتضاعف خلال خمسة أعوام المقبلة، وسيصحبها إعادة نظر في الأنظمة والتشريعات المنظمة للاستثمار في الرعاية الصحية، وسترفع الوزارة معايير الجودة لقطاع الرعاية الصحية، وستأخذ الوقت لخصخصة تقديم الرعاية الصحية، بطريقة منظمة. من جانبه، قال وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة: «إن التحديات التي تواجهها المملكة في انخفاض أسعار النفط، الذي يشكل نحو 80 في المئة من إيرادات المملكة، سيدفعها لمواجهة التحدي لأجل الخروج من ذلك»، مشيراً إلى أن المملكة لديها القدرة لتجاوز ذلك بما تمتلكه من تعليم جيد ومواهب شابة كثيرة. وأكد أن وزارة التجارة تعمل على تيسير وتسهيل خدمة القطاع الخاص، واستخدام التقنية والتعاملات الإلكترونية في ذلك، كما تشجع على اندماج الشركات والاستحوذات، وتسعى إلى تشجيع تمويل استحواذ الشركات واندماجها، وجعل المملكة أكثر تنافسية، مشيراً إلى أن بعض الشركات التي لم تعمل في المملكة لديها مفاهيم خاطئة عن الاستثمار فيها، وتسعى وزارة التجارة إلى تصحيح تلك المفاهيم وإلى الترويج للاستثمار في المملكة والانفتاح بشكل أكبر عالمياً، كما تبذل الهيئة العامة للاستثمار جهوداً كبيرة في ذلك. وأوضح الربيعة أنه يوجد الكثير من القطاعات الواعدة في المملكة منها قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات والخدمات المالية والتمويل، وستشهد تطورات كبيرة على مدى الأعوام المقبلة، مضيفاً أنه هناك تطور كبير في الصناعة في المملكة، وتخطط وزارة التجارة لذلك، كما تتفاءل بذلك. وأضاف «إن المملكة لديها الكثير من الخبرات لخلق المزيد من الوظائف لجيل الشباب، خصوصاً في قطاعات البيع بالتجزئة»، كما تحاول وزارته أن تقوم بدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة عبر هيئة تم إنشاؤها حديثاً لأجل ذلك، وسيكون لديها تركيز أكبر على المشاريع والأفكار الإبداعية. من جهته، قال سفير الولاياتالمتحدة الأميركية لدى المملكة جوزيف ويستفال: «إن التطور الاقتصادي في المملكة ينمو بسرعة، وحققت السعودية قفزات كبيرة وأصبحت دولة عملاقة ولديها أدواراً عالمية فاعلة على أصعدة عدة»، مشيراً إلى أن المملكة تحتاج إلى توسيع المجال للخصخصة، وأن تبني الحكومة شراكات أكبر مع القطاع الخاص، وأن تهتم بشكل أكبر بالتعليم العام، والاستثمار في التعليم. من جانبها، أشادت رئيس مجلس التنافسية الأميركي السيدة ديبورا ويلس سميث بالإمكانات العالية والتقنية لدى شركتي أرامكو السعودية وسابك، وقالت: «إن السعودية لديها مشاريع وشركات كبيرة ولديها قدرات عالية، وتستطيع تسخيرها بشكل أكبر والاستفادة من إمكاناتها الكبيرة». 40 فرصة استثمارية ب 41 بليون ريال في الرعاية الصحية كشفت أكاديمية متخصصة في الاستثمار في مجال الصحة أن الهيئة العامة للاستثمار تعمل مع وزارة الصحة على تطوير نظام الرعاية الصحية في المملكة، وحددتا معاً نحو 40 فرصة استثمارية بقيمة 41 بليون ريال خلال الأعوام الخمسة المقبلة. ودعا عدد من المختصين إلى استقطاب مزيد من الاستثمارات في مجال الرعاية الصحية لمواجهة تفشي مرض السكري بالمملكة، في ظل إحصاءات كشفت عن إصابة 24 في المئة من سكان المملكة بمرض السكري. وقالت رئيسة قطاع الصحة وعلوم الحياة في الهيئة العامة للاستثمار الدكتورة بسمة بنت صالح البحيران في الجلسة الثانية ضمن فعاليات منتدى التنافسية الدولي في حلته التاسعة، إن المملكة تشهد تطوراً كبيراً في تقديم الخدمات والرعاية الصحية، إذ ساعد ذلك على زيادة توقعات الحياة للسكان في السعودية إلى أكثر من 60 سنة، وانخفضت معدلات الوفاة، في ظل أرقام تقول إن الإنفاق على الرعاية الصحية في المملكة يصل إلى نحو خمسة في المئة من الناتج المحلي، ونحو تسعة ملايين شخص مؤمن عليهم صحياً، أما معدل الأطباء في المملكة فهو جيد، ويصل لنحو 2.2 لكل ألف شخص. وأشارت إلى أن خفض الإنفاق الحكومي للأعوام القادمة سيفتح للقطاع الخاص مزيداً من الفرص للاستثمار في الرعاية الصحية، مشيرة إلى وجود تحديات عدة يواجهها القطاع الصحي في المملكة، منها: ارتفاع نسبة أمراض السكري والسمنة والقلب، والنمو السكاني المتزايد، إذ ستتحول تلك التحديات إلى فرص جاذبة للاستثمار في قطاع الرعاية الصحية. وقالت البحيران: «إن المملكة بحاجة إلى الاستثمارات الذكية في مجال الرعاية الصحية، التي تعمل جنباً إلى جنب مع الأجهزة والتطبيقات الذكية، من دون إغفال الجانب الاجتماعي المتمثل في تخفيف معاناة المرضى في كل مكان، وخصوصاً المناطق النائية، مستشهدة ب«الكلفة التي يتكبدها سكان المناطق النائية للحصول على الخدمات الطبية، مثل الأعباء المادية والمعنوية والاجتماعية التي يتكبدها المريض وعائلته للسفر إلى المدن الرئيسة التي تتوفر فيها الخدمات الصحية، وهذه المعادلة يمكن موازنتها بتقديم الاستشارات الطبية عبر الهاتف مثلاً، أو الاستثمار في المراكز الصحية في المدن والقرى النائية». من جهته قال الرئيس والأمين العام في مركز نيهي لأبحاث سياسات وابتكارات الصحة جوناثان فليمنغ، إن مريض السكري، والذي تُعرض حالته على أكثر من طبيب، مثل أطباء القلب والعيون، وأخصائيي المختبر، والصيدلاني الذي يعطيه وصفة طبية تتضمن أدوية وحقن أنسولين وغيرها، وهذه الحقن عادة ما يعطيها له فرد من العائلة، وفي الولاياتالمتحدة الأميركية، هناك مدربون للرعاية الصحية يسدون النصائح والتدريبات في هذا الجانب، وهو جانب مهم، يجب الالتفات إليه في مجال الرعاية الصحية في المملكة. وقال نائب الرئيس التنفيذي للشؤون الخارجية بشركة سانوفي السيد سوريش كومار، إن الاختبارات السريرية تعد قابلة للتنبؤ في الحصول على معلومات، مضيفاً: «نمر بأوقات مبهرة في عالم التطورات، فاليوم أصبح بإمكاننا قراءة وتعديل الجينات ومعالجتها»، مؤكداً في الوقت ذاته أن التقنية ليست حلاً سحرياً لكل شيء، فلا يزال العالم بحاجة للمزيد من الاستثمار في الإنسان، ففي قارة أفريقيا، يعيش اثنان في المئة فقط من الأطباء في العالم. واتفق السيد كومار مع سابقه في ما يخص مرض السكري، إذ يموت 1.6 مليون سنوياً بسببه، وسيرتفع العدد ل2.5 مليون في عام 2020، وفي السعودية يعاني 24 في المئة من السكان من مرض السكري، لذلك يجب استقطاب المزيد من الاستثمارات في مجال الرعاية الصحية. إلى ذلك، قال نائب الرئيس في مستشفى بريغهام للنساء بالولاياتالمتحدة السيد ستيفن طومسون: «إنه وقت الهواتف الذكية لاستغلالها في مجال الرعاية الصحية، فمعظم الأشخاص الآن يستخدمون هواتفهم الذكية أكثر من فرشاة الأسنان».