الشفافية التي تحدث بها مدير الأمن العام عن الأداء المروري في البلاد، حفزت مختلف الأطراف على تناول العثرات واقتراح الحلول ومعالجة أسباب الاختناق والتكدس والحوادث. وفي نجران -التي تشهد مثل غيرها من المناطق إشكالات في حركة السير على مختلف طرقها الداخلية والسريعة- اعتبر متحدثون إلى «عكاظ» الاعتراف بالمشكلة أولى خطوات الحل العاجل. وتناولوا القصور في أداء المرور بالمنطقة وعزوا ذلك إلى قلة عدد الدوريات العاملة في الميدان والشوارع المحورية إلى جانب ضبابية النظام، إذ يرى عدد من شركاء الطريق عدم وضوح المخالفات وغياب الرقابة على الناقلات الكبيرة وسيارات المعدات الثقيلة التي تسرح وتمرح في الشوارع دون أن يسألها سائل. فضلا عن غض البصر عن هواة الموت و«المفحطين» في الشوارع ووسط الأحياء السكنية. المرور والتأمين ونجم المتحدثون انتقدوا ما أسموه ترك المرور بعض مهامه لشركة نجم، خصوصا في مباشرة الحوادث، ثم الاعتماد كليا على شركات التأمين لإنهاء الإجراءات، وتساءلوا عن الدور الحقيقي للمرور وهي تترك مهامها الأساسية لشركتي نجم والتأمينات. كما أن حضور المرور في الميدان بات باهتا ما شجع المخالفين على تجاوز إشارات المرور وعدم التقيد بالسرعة القانونية. أهالي نجران لم يصمتوا أمام تردي الخدمة المرورية، ففي وقت سابق أنشأ عدد منهم وسما بعنوان (مرور نجران نايم في العسل) على موقع تويتر، وأبدى كثير من المشاركين ملاحظات كبيرة على الأداء وتساءل أحدهم.. هل ستظل نجران متصدرة لعدد ضحايا الحوادث؟ ألا توجد خطة وعمل جاد لإنقاذ الجميع من مستنقع الموت؟ فيما تناول مغرد آخر إحصائيات المخالفات في ذلك اليوم والزيادة المضطرة في تجاوز الإشارات، عكس سير، وقوف خاطئ، سرعة جنونية، تفحيط. هدر الدماء البريئة طالب الأهالي بإيجاد حلول سريعة تنهي هدر الدماء على الأسفلت ومن الحلول المقترحة زرع كاميرا ساهر في كافة الشوارع لاصطياد المتهورين خصوصا الشباب، فيما ربط آخرون زيادة عدد الحوادث والضحايا بضعف الرقابة والتساهل مع المتجاوزين. وانضم مدير إدارة الطرق في نجران المهندس ناصر بجاش إلى المطالبين بوضع حلول عاجلة واقترح تطبيق نظام ساهر في المنطقة. مستغربا في الوقت ذاته عدم تطبيق نظام المرور على المخالفين بصرامة، مؤكدا أن إدارة الطرق تتعاون مع الجهات المعنية لدراسة الإشكالية وحلولها. اتهام الطرق الخارجية ردا على الملاحظات قال مدير إدارة المرور في المنطقة العقيد يحيى الشهراني إن إدارته تسعى للحد من الحوادث التي راح ضحيتها عديد من فلذات الأكباد، مبينا أنه كان من الأولويات البحث عن مسببات الحوادث. مشيرا إلى أن الطرق الخارجية الرابطة بين محافظات المنطقة المترامية الأطراف كان لها النصيب الأكبر في هذه الحوادث ومن الأسباب قلة الوعي المروري لدى بعض قائدي المركبات ثم السرعة الزائدة. مؤكدا أن إدارته وضعت خطة في المنطقة لمعالجة الاختلالات.