أصيب أهالي تبوك بصدمة جديدة، بعد أن وضعت الأمانة سياجا حديديا في طريق الملك عبدالعزيز الواقع بين حي السعادة، والصالحية، بعد أن شهد حالات دهس كثيرة خلال الفترة الأخيرة. وكان الأهالي ينتظرون أن يشهد الموقع جسرا للمشاة، ولو بشكل مؤقت لحقن دماء عابري هذا الطريق السريع الواقع بين مجمعين تجاريين شهيرين، إلا أن الأمانة لم تهتم بإنشاء الجسر بالرغم من أن عددا من رجال الأعمال قدموا تبرعهم لها لإنشائه. وجاء تحرك الأمانة بعد حادثة الدهس الأخيرة لفتاة عمرها 15 عاما، عندما كانت تحاول الانتقال من مجمع إلى آخر عبر الطريق الرئيسي. وبرغم وضع السياج الفاصل بين مساري الطريق، إلا أن الأهالي ما زالوا يعبرونه للتوجه إلى المجمعين التجاريين لشراء مستلزماتهم الضرورية، مطالبين الأمانة بالعمل على حل المشكلة بإقامة جسر لتمكينهم من عبور الطريق بصورة آمنة، بعيدا عن الأخطار المحتملة جراء السقوط أمام السيارات أو عرقلة حركة المرور. واستغرب عبدالله البلوي إنشاء سياج على الطريق بدلا من جسر، مشيرا إلى أن ذلك الإجراء أصابهم بخيبة أمل كبيرة، وضاعف من معاناتهم. وقال: «تمخض الجبل فولد فأرا، وبعد طول انتظار، التفت الأمانة لنا، ولكن التفاتتها كانت دون المستوى، كنا نترقب الجسر، فاصطدمنا بالسياج»، مطالبا بإتاحة الفرصة للمستثمرين لإنشاء تلك الجسور. ورأى سعود العنزي أهمية تلك الجسور في المناطق الحيوية، التي تشهد حركة كبيرة، خصوصا من النساء وطلاب المدارس، مستغربا إنشاء السياج بدلا من الجسر، على الرغم من أنه لا يوجد فرق في التكلفة بينهما. وتساءل عمر الجهني عن الدوافع التي جعلت الأمانة تضع سياجا حديديا على الطريق الفاصل بين «كوبري» حي الصالحية والسعادة، مؤكدا أنه كان ينبغي إنشاء جسر مؤقت على أقل تقدير لحل إشكالية التنقلات بين الطريقين. في المقابل، أعلن أمين منطقة تبوك المهندس محمد العمري إنشاء مشروعين، يشمل الأول إنشاء خمسة جسور بتكلفة 24 مليونا و700 ألف ريال وبمدة 140 يوما، مشيرا إلى أنه جرى استلام الموقع في ال17 من جمادى الأولى 1435، واستكمل عمله بنسبة 44 في المئة. وذكر أنه تمت ترسية مشروع الجسور على مقاول في بداية 2014، لكن تعثر وأرسي على الشركة الحالية، مبينا أن الجسور تصنع خارج منطقة تبوك باستثناء القواعد. يذكر أن تبوك يوجد فيها جسر واحد في منطقة صحراوية بين حالة عمار وبئر بن هرماس (70كم عن تبوك)، وواجه هذا الجسر انتقادات العديد من أهالي المنطقة بحكم أنه كلف الأمانة نحو مليوني ريال دون الاستفادة منه. وكانت «عكاظ» نشرت في عددها الصادر الأربعاء ال13 من يناير الجاري تقريرا بعنوان «تبوك: الموت بين ضفتي الطريق» نقلت فيه معاناة الأهالي من افتقاد الطرق الحيوية لجسور مشاة، ومطالباتهم بإنهاء تلك المعاناة سريعا.