بعيدا عن الخطوات الانفعالية والارتجالية جاء الرد السعودي هادئا وعقلانيا ومتزنا وبطرق وآليات مقننة ورؤية ومنهجية واضحة واختارت البعد الاقتصادي فضلا عن الدبلوماسية المرنة في مواجهة تجاوزات طهران بحق الرياض ومحاولات زعزعة استقرار وأمن المملكة، وأكدت المجلة الأمريكية (فورن بوليسي) أن خيار المواجهة العسكرية يبدو بعيدا عن الواقع.. وأكدت أن العنصر الأكثر إستراتيجية في الصراع بين القوتين الإقليميتين هو الاقتصاد، وذهبت إلى أن السعودية تفضل مواجهة إيران في الساحات التي تملك فيها ميزات كبرى ومنها سوق النفط. واستطردت مجلة فورن بوليسي «حتى لو كان سعر النفط في أدنى سعر له منذ 11 عاما فإن السعودية لا تزال مستمرة في ضخ كميات كبيرة من النفط في الأسواق». وبينت أن الرياض تستطيع تحمل أي انخفاضات في أسعار النفط على عكس طهران. وبحسب صندوق النقد الدولي فإن السعودية بإمكانها تحمل انخفاض أسعار النفط عبر الاعتماد على صناديقها السيادية ورصيدها النقدي لمدة 5 سنوات في حال لم تعد الأسعار لسابق عهدها. ورأت المجلة أن هذا يعطي المملكة العربية السعودية هامش مناورة أكبر من ذلك الضيق الذي تملكه إيران. وأشارت إلى أن السعودية اتخذت عديدا من الإجراءات التي تقلص اعتماد الدولة على النفط مثل تقليص مخصصات معينة وخصخصة بعض القطاعات. وفي المقابل فإن إيران لا تستطيع الإقدام على اتخاذ مثل هذه الخطوات في ظل ارتفاع مستوى التضخم والبطالة في البلاد، اللتين تبلغان على التوالي 16.2% و10.4%، كما أن سعر النفط يجب أن يكون في إيران أعلى منه في السعودية من أجل تحقيق التوازن في الميزانية. وتابعت المجلة الشهرية أن تجاوز إيران حدود ومرحلة إدانة إعدام النمر إلى إطلاق التهديدات يثبت حقيقة الرواية السعودية أن ذلك الرجل كان «عقلا إرهابيا يخدم الأجندة الإيرانية». ورأت أن ردة فعل إيران على إعدام نمر النمر كان «خطأ إستراتيجيا» من طهران لأنها أقحمت نفسها في شأن داخلي لبلد ذي سيادة.