تعتبر أمراض الجهاز الهضمي هي الأكثر شيوعاً في هذا العصر كما تعتبر التهابات الحوصلة المرارية هي الأكثر انتشاراً بين أمراض هذا الجهاز. والحوصلة المرارية هي مخزن العصارة الصفراوية التي يفرزها الكبد حيث تستخدم وقت مرور الطعام في الاثنى عشر. ومن أهم أمراض الحوصلة المرارية الالتهابات المتكررة الحادة أو المزمنة وفي معظمها يتم العلاج طبياً بتعاطي بعض الأدوية وتكون النتائج جيدة وقد يكون الحل الجراحي ضرورياً في بعض الأحيان حيث يتم استئصال الحوصلة المرارية في بعض الحالات. وقد يصاحب الالتهاب المراري وجود حصوات ؛ وتلك الحصوات تتكون بسبب نوعية العصارة الصفراوية ذاتها ويكون التخزين سبباً في ترسب الحصوات التي تبدأ صغيرة ثم تكبر تدريجياً حتى تصل الى عدة سنتيمترات في بعض الأحيان. وفي بعض الاحوال ؛ ونتيجة لإفراز مادة معينة في العصارة تتكون الحصوات كما يحدث في حالات ارتفاع الكوليسترول في الدم أو زيادة معدل تكسير الكرات الدموية الحمراء أو زيادة إفراز الصبغات الصفراوية حيث تتكون حصوات يغلب عيها اللون الداكن. ومع تقدم أساليب الجراحة أصبح من السهل استئصال الحوصلة المرارية بالمنظار الجراحي حيث لا تستغرق العملية أكثر من أربعين دقيقة ويبقى المريض يوماً واحداً بالمستشفى ثم يخرج للمتابعة بالعيادة الخارجية بكل سهولة ويسر. عند استئصال المرارة لا تتأثر وظائف الهضم في غيابها حيث يعمل الكبد في تناغم مع الاثنى عشر وتفرز العصارة الصفراوية مباشرة من الكبد إلى القنوات الصفراوية ثم الى الاثنى عشر. وعند تكون الحصوات بالحوصلة المرارية تكون الجراحة ضرورية خصوصاً مع تكرار نوبات الألم. ومن مضاعفات حصوات المرارة الالتهاب البكتيري المتكرر المصاحب بالحمى وهذا النوع من الالتهابات الحادة يلزم معه تنويم المريض بالمستشفى للعلاج. وقد تهاجر الحصوات من الحوصلة المرارية إلى قنوات العصارة الصفراوية وتتسبب في انسداد تلك القنوات مما ينتج عنه "الصفراء" حيث يشاهد حدوث اصفرار واضح في بياض العين ويتحول لون البول إلى لون داكن يشبه لون الشاي وهذه الحالات تحتاج الى خط علاجي مختلف. وفي النهاية أحب أن أوضح أن حصوات المرارة والتهاباتها لها اسباب عديدة وطرق علاج مختلفة كما أن الجراحة تلعب دورا فاعلا وناجحاً في كثير من الحالات ، مع الإشارة الى تقدم وسهولة تلك الجراحات بعد دخول المنظار الجراحي في المضمار ولذلك يجب التقدم لمشورة المتخصصين حتى يمكن انتقاء الأسلوب العلاجي الأمثل لتلك الحالات . الأستاذ الدكتور إسماعيل رضوان* * استشاري وأستاذ الجراحة العامة والمناظير مستشفى الأطباء المتحدون