فرضت الأمطار التي هطلت على جدة الثلثاء الماضي، حظر تجوال على سكان حي السامر المجاور لبحيرة المسك، بعد أن ارتفع منسوب المياه في شوارعه إلى نحو متر، ما أعاق حركة المركبات وأجبر الأهالي على المكوث في منازلهم، ريثما تجف المستنقعات المكونة من مياه الأمطار الممزوجة بالصرف الصحي. وذكر محمد البلوي ل « الحياة» أنه يقطن في حي السامر المشيد على مجرى واد، مشيراً إلى أن الأمطار التي هطلت على المحافظة أخيراً، ضاعفت من معاناتهم. وقال: «وقع سكان أحياء شمال جدة بهطول الأمطار بين مطرقة مخاوف انفجار بحيرة الصرف، وسندان المستنقعات التي انتشرت في طرقهم ومنعتهم من التجول في الطرق بأريحية»، مشيراً إلى أنهم حاولوا الاتصال بالجهات المختصة لإزالة بحيرات الصرف التي تطوقهم من كل جانب «بيد أنهم لم يجدوا أي تجاوب». وأكد البلوي أن منسوب المياه في الحي بعد اليوم الأول من هطول الأمطار كان مرتفعاً جداً ويصل نحو متر، لافتاً إلى أنهم ظلوا محتجزين في منازلهم لفترة طويلة ولم يستطيعوا الخروج منها إلا بشق الأنفس، مطالباً الجهات المختصة بأن تتحرك سريعاً لإزالة ما خلفته الأمطار. وأضاف: «أضطر إلى أن أوقف سيارتي بعيداً عن منزلي هروباً من تجمع المياه، وأسير مسافة طويلة لبلوغ داري، وهذا الإجراء فاقم من معاناتنا، لاسيما وأننا نخشى أيضاً أن تنفجر بحيرة الصرف المجاورة لنا، فالأمطار بعد كارثة نوفمبر تحولت إلى كابوس». وأكد أنه أبلغ الجهات المختصة ومنها الأمانة أكثر من مرة حول معاناتهم من انتشار مستنقعات المياه الآسنة في شوارع حيهم، موضحاً أنه لم يجد الاستجابة الكافية. وتابع: « تحولت تلك المستنقعات في شوارع الحي إلى بؤر للأوبئة والحشرات وبتنا نخشى انتشار الأمراض بيننا خصوصاً حمى الضنك»، داعياً الجهات المختصة بإزالة المشكلة من جذورها بتجفيف تلك المستنقعات أو على الأقل تكثيف عمليات الرش. بدوره، شكا محمد الحصيني من انتشار مستنقعات المياه الراكدة حول منازلهم في حي السامر، مشيراً إلى أن منسوبها يرتفع في بعض الشوارع إلى نحو متر. وذكر أنهم أصبحوا محاصرين في الحي بفعل انتشار تلك البحيرات، مفيداً أنه وجد صعوبة في إخراج ابنه المعاق لتلقي العلاج في أحد المستشفيات المجاورة. وتساءل عن تجاهل الجهات الحكومية للمعاناة التي يعيشون فيها منذ نحو ثلاثة أيام، وطالب الأمانة بالتدخل سريعاً لإزالة المستنقعات التي تتحول بمرور الأيام إلى بؤر للأوبئة والحشرات.