في وقت حدد مدير الصحة النفسية بجدة الدكتور نواف الحارثي، أبرز الاضطرابات النفسية التي لوحظت في الحالات المحولة من مختلف الإدارات، متمثلة في القلق الذي تصل نسبته إلى 20 في المئة من إجمالي المحولين، يليه الاكتئاب ثم اضطرابات المؤثرات العقلية، أوضح أنه يتم علاج جميع الفئات المحولة بعد التشخيص ووصف الأدوية اللازمة والتوصية لجهة العمل بالمرئيات التي يسجلها الأطباء. وأكد أن الحالات يعاد تشخيصها مجددا لتقييم مستوى الحالة بعد الفترة الزمنية المخصصة للعلاج وذلك لمعرفة مدى تحسن الحالة منذ التشخيص الأولى. من جانبه، حذر الدكتور محمد براشا أخصائي الطب النفسي من القلق الذي يتصدر قائمة الاضطرابات النفسية في المجتمعات، موضحا: «هناك نوعان من القلق: حميد ومرضٍ، فالقلق النفسي الطبيعي فإنه يعتبر مستحبا ومرغوبا به في المواقف، فمثلا القلق الطبيعي في أيام الامتحانات مثلا أو في المواقف الجديدة يساعد على التركيز ويحفز الجهاز العصبي إلى حد يتلاءم مع الحدث، وهذا القلق ينتهي بمجرد انتهاء الموقف، ولابد من القلق الطبيعي في حياة الإنسان، وهو قلق مؤقت يزول بانتهاء العارض، أما القلق المرضي الذي يلازم الفرد بشكل يومي ويسبب له الاضطراب في النوم، فإنه بلا شك يؤثر على مجريات حياة المصاب به من النواحي الاجتماعية والعملية والنفسية، وإهمال علاجه يؤدي إلى مضاعفات لا يحمد عقباها». ولفت إلى أنه «لعلاج القلق لا بد من علاج المشكلة الأساسية، فإذا استمرت الأعراض فعندئذ يجب التدخل لعلاجها، كذلك يجب التدخل في العلاج إذا كانت الحالات العضوية لا يمكن علاجها بالكلية كالأمراض المزمنة مثلا وذلك باستخدام الأدوية النفسية أو الجلسات النفسية المختلفة». كما اعتبر استشاري الأمراض النفسية الدكتور أبوبكر باناعمة، سرعة تحويل حالات المرضى النفسي، من قبل جهات العمل الى الصحة النفسية لإجراء التقييم النفسي، يهدف إلى علاج الحالة من الاضطرابات النفسية، لأن هناك أمراضا نفسية تدخل مع مرور الوقت في مراحل معقدة مما يترتب عليه عواقب وخيمة. وأكد أن الاضطرابات النفسية تعمل على خفض إنتاجية الفرد، كما تجعله غير قادر على الارتقاء بمستوى الأداء، بجانب التشتت الذهني وعدم التفاعل أو التكيف مع المجتمع، وبالتالي فإن التدخل المبكر من أهم مراحل العلاج وإعادة الفرد إلى الوضع النفسي المستقر.