ما أحببت شاعرا .. حبي لهذا الشاعر.. لم يكن يكتب الشعر فحسب.. كان يرسم بالكلمات لوحات نابضة خفاقة كأجنحة النسور المحلقة.. أصيلة كالنخيل الباسقة.. مشعة كنجوم الصحاري المتألقة.. ناعمة ككثبان الرمال.. لم يكن يضرب بفرشاة إحساسه صامتا.. وإنما كان يغني بصوته الفخم.. أشجان الحادي.. يسلّي جمالات الروح التي تعبر الفيافي الواسعة في سفر طويل.. و قفاره العطشى لهذا الحس المبتل بترانيم المطر.. محمد الثبيتي الشاعر المغترب مع القوافل المسافرة.. الصعلوك النبيل الذي يمتشق ربابة الصدق في ليل الأكاذيب الطويل.. يكتب بصدق.. يرسم بصدق.. يغني بصدق.. ويبكيني!! (ستموت النسور التي وشمت دمك الطفل يوما.. وأنت الذي في عروق الثرى نخلة لا تموت.. لا تموت!!)