أوضح مندوبان بمنظمة أوبك، أمس إن منظمة البلدان المصدرة للبترول لا تنوي عقد اجتماع طارئ لمناقشة تراجع أسعار النفط قبل اجتماعها المقرر التالي في يونيو المقبل، فيما قال أحد المندوبين وهو من دولة أفريقية عضو في أوبك «لن يعقد أي اجتماع». جاء ذلك بعد أن أعلن وزير الدولة النيجيري للبترول إيمانويل ايبي كاتشيكو، أمس أن اثنتين من الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) طلبتا عقد اجتماع طارئ، مضيفا: «أن أحوال السوق في الوقت الراهن تخلق ضرورة لعقد مثل هذا الاجتماع، بعد انحدار أسعار النفط إلى أدنى مستوى في نحو 12 عاما مقتربة من 30 دولارا للبرميل». وقال كاتشيكو للصحفيين خلال مؤتمر حول الطاقة في أبوظبي: «الهدف من الاجتماع الطارئ سيكون مراجعة سياسة أوبك لمعرفة ما إذا كانت هناك أي حاجة لتغيير الإستراتيجية، غير أنه رفض الكشف عن اسمي الدولتين اللتين طلبتا عقد الاجتماع». وعلى صعيد أسواق النفط تراجعت الأسعار 3 بالمئة، أمس متجهة صوب 30 دولارا للبرميل ومستويات لم يشهدها في أكثر من عشر سنوات، بينما يهرع المحللون إلى خفض توقعاتهم للأسعار ويراهن المتعاملون على مزيد من الانخفاضات. فيما انخفضت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت أكثر من ثلاثة بالمئة إلى 30,43 دولار للبرميل، أمس وهو مستوى لم تبلغه منذ أبريل 2004 ثم عادت للارتفاع إلى 30,69 دولار، لكنها تظل منخفضة 86 سنتا عن التسوية السابقة، كما نزل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى مستوى 30,41 دولار للبرميل الذي لم يشهده منذ ديسمبر 2003 ثم عكس اتجاهه ليسجل 30,59 دولار للبرميل. في حين أظهرت بيانات التداول مستوى قياسيا مرتفعا للمراكز المدينة في الخام الأمريكي - وهي المراكز التي ستربح إذا تراجعت الأسعار بدرجة أكبر؛ ما ينبئ بأن متعاملين كثيرين يتوقعون مزيدا من الانخفاضات. وقال المتعاملون والمحللون: «إن تنامي تخمة المعروض وتباطؤ الاقتصاد الصيني هما السببان الرئيسان لتدهور سعر النفط الذي خفض الأسعار أكثر من 70 بالمئة منذ منتصف 2014، وبدأوا يشيرون أيضا إلى الدولار كعامل ضغط على الخام». وقال العضو المنتدب لمعاملات النفط الخام بشركة التداول سترونج بتروليوم في سنغافورة أويستاين برنستن: «لا شك في أن الدولار عامل مهم، فما أن تتحول تخمة المعروض إلى فائض منتجات وتبدأ السعة التخزينية بالنفاد فستتعرض الأسعار لمزيد من الضغوط ولانهيار وشيك». وقال دانيال انغ الخبير في مجموعة فيليب فيتشرز: «هذا الهبوط في الأسعار ناجم بشكل أساس عن ارتفاع سعر الدولار»، مشيرا إلى أنه لا يتوقع أن ينخفض سعر النفط عن ثلاثين دولارا.