لم يقلق أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون كعادته لمصاب مضايا وأطفالها، ما دفع العالم إلى الشعور بالقلق على «أمين الأمم»، فتسمر الجميع خلف شاشاتهم ينتظرون.. لربما شعر الرجل بالقلق بعد قليل. سبع سنوات، أي منذ تولي السيد بان كي مون مهامه كأمين للأمم والمغردون يسخرون من قلقه، حتى إن تقريرا صحفيا أحصى له ذات مرة في أقل من عام أكثر من 170 حالة قلق كان «لليمن» وحدها (27 قلقة) كما أسماها التقرير. وهذا ما حصل، لقد تبين للعالم أن السيد مون قد أصيب بالجلطة المذكورة، فمنذ سبعة أشهر أي منذ أن حوصرت مضايا وبدأ الموت يحصد أطفالها وشيوخها الواحد تلو الآخر من شدة الجوع وخروج النسوة إلى الشوارع لاصطياد القطط من أجل إطعام من بقي على قيد الحياة.. لم يشعر الأمين على الأمم بالقلق، ولعدم إثارة بلبلة حول «السكتة» التي أصابت الرجل تجاه مضايا خرج مكتب التنسيق للشؤون الإنسانية المنبثق عن مجلسه ببيان مقتضب رحب بموجبه على موافقة من أسماها بالحكومة السورية بإدخال المساعدات الإنسانية إلى ثلاث مناطق: مضايا كفريا والفوعة على أن تحضر القوافل وتنطلق في أقرب فرصة. المغردون مازالوا متسمرين على شاشاتهم، وكأنهم لم يتلقفوا البيان أو ربما لم تصلهم نسخة من مكتب التنسيق هذا، فدعوا إلى مؤتمر للقلق، مؤكدين على أن يطرح خلاله مشروع مقلق.. فيما دعا آخرون العالم إلى إقالة مون وتعيين أمين جديد «مليء بالقلق» بعدما توافقت مجموعة مغردة على أن الرجل استهلك كل ما يملكه من القلق. لطالما أثارت قلقك أيها الأمين العام سخريتنا.. ولكن للمرة الأولى نقول إن الصمت الذي مارسته حيال مضايا جعلنا ندرك كم كان قلقك يشيع الأمن بيننا.