النجاحات المتلاحقة دائما ما تكون مفرحة ومحفزة لمن يسعى للطموح وتحقيق المنجزات والتطلعات، وهي في ذات الوقت موجعة ومهلكة للمنافسين أو من يصنفون بأنهم أعداء النجاح وسعيهم الحثيث للتشويش والتأثير حتى تتعثر وتتوقف وتيرة هذه الانتصارات المتتالية، لا لشيء ولكن لأنهم لا يريدون أن تسجل هذه الإنجازات إلا لهم ولا شيء غير ذلك، لذا فهم يسعون بشتى الوسائل لوقف كل ما قد يسهم في هذا النجاح وإحباط محاولاته وبكل الطرق. ومن خلال قراءة للمشهد الرياضي من العقلاء فقط أو لنقل المحايدين نجد الغالبية العظمى «يضربون كفا بكف» ويتهامسون في ذهول لماذا يواجه النادي الأهلي كل هذا الانتقاص والتقليل من هيبته وتسيده.. هل لأنه أصبح حديث الناس والمتابعين الذين أشادوا بما قدمه ويقدمه الفريق من مستويات لافتة عززها بتصدره للدور الأول من بطولة دوري جميل وبشهادة الفيفا الذي أكد ذلك مصادقا على لوائح مسابقات الاتحاد السعودي، وكذلك تأهله لنهائي كأس سمو ولي العهد للموسم الثاني على التوالي إن كان كذلك، فهنا تكمن المعضلة وإن كان غير ذلك فالمعضلة أكبر. وبمثل هذه التساؤلات غير المبررة تتقافز أمام أعين العقلاء استفهامات مشابهة لماذا هذا الحنق يا هؤلاء طالما أنها رياضة وكرة قدم وتنافس محموم وحق مشروع لكل الفرق التي تسعى للتميز والتفرد وصناعة الأفراح لجماهيرها وأنصارها بتحقيق البطولات.. وما حققه الأهلي خلال المواسم الأربعة الأخيرة من تصاعد في مستوى عناصر الفريق وبيئة النادي الجاذبة وتكامل عوامل النجاح في النادي كمنظومة مكنته من فرض سيطرته على الحضور والتواجد في منصات التتويج وتحقيق البطولات. ومن الجانب الأهلاوي يعلم القاصي والداني أن رجالاته كانوا ولا يزالون وسيظلون سدا منيعا وأسودا أشاوس قادرين على الدفاع عنه ومنافحين عن حقوقه ومكتسباته بالبراهين الدامغة والشواهد البينة التي لا مجال للنقاش حولها ليبقى هذا الكيان شامخا ولن يلتفت لهرطقات المرجفين وترهات البلهاء والتاريخ لايكذب. ومن بعد توقيع الشراكة الاستراتيجية مع الخطوط القطرية بدأت الشرارة وزادت وتيرة صياغة وحياكة الدسائس ضد الأهلي ولماذا الأهلي تحديدا، وتلتها دواليك الضغوطات والاستفزازات بأكثر من قضية بدأت بجدولة مبارياته المجحفة بحق جماهيره للعام الثاني على التوالي وبنفس السيناريو المحبوك، وتلتها قضايا عدة منها سعيد المولد وتحريض الفيفا وووو.. وجميعها لم تثن الأهلي ورجالاته عن العمل الحثيث لتحقيق تطلعات جماهيره وعدم الالتفات لسفاسف الأمور التي لا تقدم ولا تؤخر، وفعلا جاء الرد ملجما وقاسيا للجميع داخل الملعب وهذا هو الأهم. وللصغار وأصحاب العقول الجوفاء والتصرفات البلهاء.. الأهلي ولد عملاقا وسيظل كذلك، فالواثق من قدراته وأدواته ونجومية عناصره لا تهمه نطنطة «الصغار»، وليعلموا أن ما فات قد مات والقادم عنوانه لا خسارة ولا تعادل ولا شيء غير الفوز واللعب من أجله داخل الميدان. ومضة: التجاهل هو ما تفعله حينما تتزاحم التفاهات!